السؤال
إنكم ترون اليوم حالنا، وتعلمون عظم مصابنا، وكيف تكالبت علينا الأمم، وكيف خذلنا إخواننا، وها هي الأهواء تتجاذبنا، وكل من نمق كلمة وزوقها أصبح له أتباع يقفون خلفه، وفي ظل الجهل المطبق وتغييب الناس من قبل 40سنة، وقلة الدعاة أصحاب المنهج الصحيح وتقصير علماء الأمة في توجيه الشعب السوري، فكيف النجاة؟...
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النجاة والخلاص والفوز في الدنيا والآخرة يحصل بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى هؤلاء المبتلين المكروبين ـ فرج الله كربهم ـ أن يعتصموا بحبل الله، ويتعلموا دين الله ما وسعهم ذلك، ويعملوا بما يتعلمونه، ويتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما أمكنهم في القليل والكثير، ويحرصوا على الألفة والاجتماع، وينبذوا الفرقة والاختلاف، ويلزموا الصبر، ويلهجوا بالدعاء وذكر الله تعالى، ويقبلوا عليه سبحانه، عالمين أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، وأن قضاءه كله للمؤمن خير، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له، فليحسنوا ظنهم بربهم تعالى، وليعلموا أن تدبيره للعبد خير من تدبير العبد لنفسه، وأن ما يكرهونه من البلاء قد يحمل في طياته العواقب الحميدة، كما قال تعالى: فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}.
فرج الله عنهم وعن كل مكروب.
والله أعلم.