مدى جواز سماع الأناشيد الإسلامية المصحوبة بالموسيقى

0 268

السؤال

أنا فتاة متزوجة حديثا، وزوجي ملتزم نوعا ما، ويحافظ على الصلوات، لكن هو متعود على سماع الغناء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، فهذه الأشياء بالنسبة له عادية.
وبعد زواجي به وعدني ألا يشاهد الأفلام الإباحية ومسحها كلها من جهازه، لكنه ما زال يشاهد المسلسلات، وبعد مشاكل كثيرة بيني وبينه وخلافات في كل مرة يفتح فيها التلفاز أصبح تقريبا لا يشاهدها إلا نادرا جدا، لكن الغناء ما زال يسمعه، وعندما نكون في السيارة تحدث خلافات ومشاجرات بيننا بسبب ذلك الموضوع.
فأصبحت عندما يشغل الأناشيد الإسلامية التي بها موسيقى حتى لو كانت عالية أسمعها معه ولا أعاتبه عليها.
وإن عاتبت كان العتاب قليلا؛ لأني أقول في نفسي تلك الأناشيد أهون من غيرها، ولكن ضميري يؤنبني بعدها وأنا أسمعها معه، مع العلم أني أحضرت له أناشيد بدون موسيقى، وحاولت مرارا معه لكن لا جدوى، وهو أحيانا يقول لي: مهلا علي فليس من المعقول أن يكون شاب كان عاكفا على هذه الأشياء واعتادها ثم أنت تريدين أن تغيريها في يوم وليلة، وأحيانا يقول لي: إن بعض المشايخ أجازوها.
وسؤالي هو: هل سماع الموسيقى المصحوبة بالأناشيد الإسلامية محرمة؟ كما أنه يوجد بعض الأناشيد كأناشيد الجهاد تكون حماسيه جدا ومؤثرة وبها موسيقى عالية لكن كلماتها وحماستها تجعل الإنسان لا يفكر في تلك الموسيقى بل العكس أتأثر جدا بها وتجعلني أتمني لو كنت معهم أجاهد وأدافع عن الكرامة الإنسانية وعن أعراض المسلمين، فهي تشعل الحماس في النفوس والدفاع عن الدين والمسلمين، فما حكم مثل تلك الأناشيد؟ وكيف أجعله يبتعد عن سماع تلك الأشياء؟ وما حكم سماعي لهذه الموسيقى وأنا معه؟ وماذا أفعل في تلك الحالة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاستماع الغناء المصحوب بالمعازف (الموسيقى) محرم عند جماهير العلماء، ولا يتغير هذا الحكم إذا كان الغناء بأناشيد حماسية أو زهدية أو غير ذلك مما يحمل معان صحيحة! فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، فكما ينبغي أن تكون الغاية مشروعة، فكذلك ينبغي أن تكون الوسيلة مشروعة، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 50387. ويتأكد هذا بوجود نحو هذه الأناشيد من دون معازف.
وإذا كان الزوج يستمع إلى مثل هذه الأناشيد ويقلد في ذلك من يقول بجوازها، ولم يكن للزوجة سبيل إلى عدم السماع، كأن تكون في السيارة ونحو ذلك، فلا إثم عليها في ذلك طالما كانت كارهة، وأدت ما عليها من النصح والبيان، فهناك فرق بين من يستمع للموسيقى قاصدا مختارا، وبين من يسمعها عرضا غير مختار، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 137998. ولتشغل نفسها في هذه الحال بما يلهيها عن الاستماع والإنصات، أو بما ينفعها من الذكر والفكر أو الكلام مع زوجها بما يفيد.

وأما ما يمكنها فعله مع زوجها، فتراجع فيه الفتويين التاليتين أرقامهما: 115786، 249364.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة