السؤال
بليت من صغري بذنوب العادة السرية ومشاهدة الحرام، وأتوب وأعود، وأتوب وأعود، ولا أدري هل يقبل الله توبتي أم لا؟ الغريب أنني أشعر بغربة في ديني على كثرة ذنوبي وعصياني، عائلتي غير مسلمين ومحاربين للإسلام، وأتعرض للأذى منهم، أشعر بالغربة والعداوة منهم، لكن أريد منكم أن توضحوا لي جزاكم الله خيرا هل هذه تعتبر غربة دين أم غربه عقاب من الله بسبب ذنوبي؟.
أرجو منكم تفصيلا وتوضيحا.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما أنت مقيمة عليه من الذنوب، واعلمي أنه سبحانه غفور رحيم لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فمهما تكرر منك الذنب أو كان عظيما فإن عفو الله أعظم، فكلما واقعت هذا الذنب فتوبي ولا تيأسي من التوبة، بل أحسني ظنك بربك وثقي به وأقبلي عليه، قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى:25}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}
وأما ما تتعرضين له من البلاء بسبب أهلك فهو امتحان من الله تعالى ليبلو صدق إيمانك وقوة يقينك، فعليك أن تصبري وتتمسكي بدينك وتعضي عليه بالنواجذ، فإنه لا صلاح للعبد في دينه ولا في دنياه إلا بالتمسك بحبل الله تعالى والاعتصام بدينه، ففي هذا النجاة والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وقد يكون ما تتعرضين له من البلاء عقوبة من الله على ذنبك؛ كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، فيرجى لك لو استقمت وتركت مواقعة هذه الذنوب أن يعينك الله تعالى ويرفع عنك هذا البلاء، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 243751، وما فيها من إحالات، والوصية المبذولة لك هي تقوى الله تعالى، والتوبة إليه، والإكثار من الطاعات وفعل الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وكثرة اللجأ إلى الله تعالى ودعائه فإن الأمور كلها بيديه سبحانه.
والله أعلم.