الحياة الزوجية مبنية على التراحم واستيعاب الطرف الآخر

0 294

السؤال

ما هي طرق نصح الزوج العنيد المصر أنه على صواب دوما؟
أرجو إفادتي لأنني في مشكلة حقا... وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحياة الزوجية ميثاق غليظ، وعقد متين ينبغي الحفاظ عليه، والحماية له، فقد قال الله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الروم:21].

ويجب على كل من الزوجين عند النقاش في أي أمر من الأمور أن يكون هدفه الوصول إلى الحق والصواب، وليكن مستحضرا قول العبد الصالح شعيب الذي حكاه عنه الله تبارك وتعالى: إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب [هود:88].

وهذا مما يوجب على المرء أن يستقبل رأي مناقشه برحابة صدر، ولين جانب، لأن اختلاف العقول والأفكار سنة من سنن الله تعالى في خلقه، بل هي سبب من أسباب عمارة الدنيا واستمرار الحياة، إذ لولا اختلاف العقول والأفهام، لما وجد التنوع المشهود في الأعمال والوظائف والصناعات.

فإذا وجد المتحاور من محاوره صلابة في الرأي أو حدة في القول فليلن له الجانب، وليحسن له القول، قال الله تعالى: وقولوا للناس حسنا [البقرة: 83]. وقال تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن [الإسراء:53]. وقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا [الأحزاب:70]. وقال الله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن [المؤمنون:96].

وهذا إذا كان أمرا عاما لجميع الخلق فهو للزوجين من باب أولى لما بينهما من الصلة التي قدمنا ذكر خطورتها، وقوة منشأها.

وإننا لنقول للأخت السائلة عليك بنصح زوجك بالمعروف مع الصبر على ما يصدر منه، فلعل هذا من طباعه التي يمكن تغييرها بالصبر عليها، والتغاضي عنها، كما أننا ننصحك بالتوبة إلى الله تعالى من كل الذنوب، لقول الله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير [الشورى:30].

فلعل سبب ما يحصل هو ارتكابك لمعصية من المعاصي التي يجب عليك التوبة منها، وقال الله تعالى: فإن يتوبوا يك خيرا لهم [التوبة:74]. وقال الله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [الرعد:11].

فإذا استكملت التوبة بشروطها، فتوجهي إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء، فبهما يرفع الله البلاء، ولا مانع من الاستعانة بأهل الخير ليتوسطوا في كبح جماح عناده، والحد من صلابة فكره وتمسكه برأيه، وراجعي الفتاوى التالية: 20155، 21921، 13748.

ونسأل الله لك الهداية والتوفيق والسداد والرشاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة