السؤال
فضلية العلماء أرجو أن تفتوني في أمري: بين الناس في بلادنا اليمن، أن الزواج لا بد أن يكون من الأكفاء في النسب. مثلا: أنا شخص من أصل قبلي، وكنت أريد الزواج من أسرة أصلها هاشمي (سادة) أي من ذرية الإمام علي بن أبي طالب. فقيل إن ذلك لا يجوز. فهل هذا من الإسلام في شيء؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكفاءة المعتبرة هي الدين والخلق، وغير ذلك من شروط الكفاءة ليس بلازم، وقد قال الله تعالى: ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم (البقرة: 221)، وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. حسنه الألباني كما في إرواء الغليل.
وقد تزوج بلال بن رباح -رضي الله عنه- بأخت عبد الرحمن بن عوف، وتزوج سالم بهند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وسالم مولى. وتزوج المقداد بن عمرو بضباعة بنت الزبير.
وأخرج الإمام أحمد في المسند عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم بنو آدم، طف الصاع لم تملئوه، ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين أو تقوى، وكفى بالرجل أن يكون بذيا بخيلا فاحشا.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك.
فعليك بتقوى الله، واختيار الصالحات القانتات لتسعد في بيتك، وتحمد عاقبة أمرك، فالخير كله فيما اختاره الله، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وأرض الله واسعة، فلا تضيق على نفسك، فإن رأيت من لا يرغب فيك، فاطلب غيره، عسى أن يكون خيرا لك.
وللمزيد من الإيضاح حول موضوع الكفاءة في الزواج نحيلك على الفتاوى: 2346، 998.
والله أعلم.