السؤال
أنا أعاني من مشكلة الوسوسة في الاغتسال من الجنابة؛ فأنا أقوم بغسل كفي، وأغسل فرجي، ولكن سؤالي عندما أتوضأ بعد غسل فرجي: هل يجب أن أنوي الوضوء قبل الوضوء؟ وعندما أنتهي من الوضوء هل يجب أن أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعدها أعمم جسمي بالماء؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك إلى أن الوضوء قبل الغسل ليس بواجب أصلا، ومن ثم؛ فلو فسد لم يؤثر على صحة الغسل، إن أتى المغتسل بنية الغسل، وعمم بدنه بالماء، وانظر الفتوى رقم: 139934.
ولا يلزمك أن تنوي الوضوء قبل وضوء الجنابة، بل هو مستحب عند بعض الفقهاء؛ قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: ثم إن تجردت جنابته عن الأصغر نوى به سنة الغسل؛ أي: أو الوضوء، كما هو ظاهر، وإلا نوى نية مجزئة مما مر في الوضوء، خروجا من خلاف موجبه القائل بعدم الاندراج، وهذه النية بقسميها سنة لإجزاء نية الغسل عنها، كما تكفي نية الوضوء عن خصوص نية المضمضة، ثم لو أحدث بعد ارتفاع جنابة أعضاء وضوئه لزمه الوضوء مرتبا بالنية؛ لزوال اندراجه الموجب لسقوط النية، والترتيب، أو بعضها لزمه غسل ما تأخر حدثه في محله بالنية، كما علم مما مر آنفا. انتهى.
وفي خصوص قولك: "عندما أنتهي من الوضوء هل يجب أن أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...":
ننبهك أولا إلى أن هذا الذكر مستحب بعد الوضوء، وليس بواجب، فمن لم يأت به في الوضوء، فلا شيء عليه.
وأما عن قوله بعد الوضوء في غسل الجنابة: فإنا لا نعلم أحدا من الفقهاء ذكر ذلك، ولكن ذكر الشافعية استحباب قوله بعد الغسل كما في الوضوء، وانظر الفتوى رقم: 126551.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.