السؤال
أنا إنسان أفكر كثيرا وأحزن بسرعة، وأخاف من الخيانة، وأشك. ومرات عديدة قلت لزوجتي: إذا ناظرت في أحد غيري أنت حرام علي. ونيتي كانت الطلاق؛ لأنني أخاف من الخيانة، وأتخيل وأحزن، وأنا لاحظت عليها بعض الحركات، وذات مرة علقت طلاقا، وكانت نيتي التهديد، وأرسلت للشيخ خالد المصلح على تعليق الطلاق الذي علقته، وكتبت: كانت نيتي الطلاق لأنني أفكر وأحزن. وقلت: يمكن أن طلاقي ما يقع. قبل كل هذا طلقت طلقتين بلفظ صريح، وأنا بحال اطمئنان، وأنا الآن ملتزم، وأراقب الله، وأخاف منه؛ لأن عندي اثنين منها، وأحبها كثيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -أولا- أن الغيرة في أصلها محمودة، وهي إنما تكون كذلك إن كانت عن ريبة، وأما إن كانت في غير ريبة فهي مذمومة، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 71340، وهي في هذه الحالة تفتح على صاحبها أبوابا من الشكوك والأوهام؛ فينكد الشيطان عليه حياته، ويدخل في قلبه الهم والحزن، فكن على حذر من ذلك لتكون في عافية.
وسؤالك تضمن بعض العبارات غير الواضحة، فإذا استطعت أن تشافه به أحد المفتين عندكم ممن يوثق بهم كان أولى، حتى تبين له حقيقة ما حدث، ويستفصلك فيما يحتاج إلى استفصال. وسنذكر لك هنا بعض الأحكام الشرعية العامة المتعلقة بسؤالك، فنقول:
أولا: إن تحريم الزوج زوجته يرجع فيه إلى نيته، كما بينا في الفتوى رقم: 134240، فإن حدث منها النظر على الوجه الذي قصدته وقع الطلاق.
ثانيا: إذا علق الزوج طلاق زوجته على أمر معين، ولم يقصد الطلاق، وإنما قصد التهديد، ففي وقوع طلاقه في هذه الحالة خلاف بين الفقهاء، وهو موضح في الفتوى رقم: 17824.
وننبه إلى أنه ليس من الحكمة جعل الطلاق وسيلة لحل المشاكل في الحياة الزوجية، فالطلاق لا يلجأ إليه إلا إذا ترجحت مصلحته. وراجع في علاج نشوز الزوجة الفتوى رقم: 1103.
والله أعلم.