السؤال
شكرا على موقعكم، وجزاكم الله كل خير.
سؤالي هو أنه حدثت لي أمور كثيرة، وغريبة، لم أفهمها لحد الآن، منذ أن كان عمري 12سنة، فمثلا بعدما كنت ممتازة في الدراسة، أصبحت أمقتها، وتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة، بعد حصولي على الباكالوريا. وبعد أن كان كل الناس يمدحونني لجمالي، أصبح الكل يتعجب لقبح وجهي، مع أني لا أرى أي تغير في وجهي، وأصبت بمرض لم يجد له الأطباء حلا، وأصبحت أمقت نفسي.
أنا الآن في السنة الحادية والعشرين من عمري، وحياتي للأسوأ لا حاضر أتحمله، ولا مستقبل يرتسم.
هل هذا يعني أن الله عز وجل غير راض عني؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن من قبلنا نشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله أن يعيننا وإياك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ومنك كل عمل صالح.
واعلمي أن الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان؛ قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء:35}.
فإذا صبر المرء، واحتسب ما أصابه الله به من بلاء، ضاعف له الحسنات، وكفر عنه السيئات، ورفع له الدرجات، وللمزيد فيما يتعلق بفضل الصبر، راجعي الفتوى رقم: 18103.
ولا يلزم أن يكون البلاء بسبب ذنب، أو دلالة على عدم رضا الله عز وجل عن صاحبه، ولكن هذا الأمر وارد، نعني أن تكون المعاصي سببا في الذنوب، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
ومن هنا، ينبغي للمسلم أن يجعل التوبة، والرجوع إلى الله، وسيلة يتقرب بها إلى الله تعالى، ليرفع عنه البلاء.
ولا يبعد في مثل هذه الأحوال أن يكون سبب مثل هذه التغيرات مس، أو عين، أو سحر، فإن غلب على الظن وجود شيء من ذلك فالرقية الشرعية هي العلاج، وراجعي فيها الفتوى رقم: 7970، والفتوى رقم: 4310. هذا مع الإكثار من الدعاء، فالله عز وجل هو الشافي، لا شفاء إلا شفاؤه.
والله أعلم.