كيفية فسخ عقد النكاح غير الموثق إذا أنكره الزوج

0 379

السؤال

الموضوع طويل لذلك أرجو قراءته بالتفصيل، وأحتاج إلى رد سريع:
تقدم ابن خالتي لي ووافقت، وكنت أحسبه على خلق ودين، وطلب أن نتزوج، ولكني لم أبلغ السن القانوني في مصر للزواج وهو 18 سنة، فلذلك أتممناه شرعا، وأنا والدي متوفى لذلك أخي كان الولي بدلا عنه، مع العلم أن خالي وعمي لا يهتمان بنا. وكانت صيغة العقد أن أخي قال له: "زوجتك أختي". ورد ابن خالتي وقال: "قبلت زواجها"، ولكن لم نكتب أي ورقة أو أي شيء؛ لأنه ابن خالتي وليس غريبا، وهو متدين وسيراعي حق الله، وحدثت في فترة العقد خلافات كثيرة مما أدى إلى رغبتي في فسخ العقد، وكنت أصلي الاستخارة كثيرا حتى بعد العقد، ولكن لم أرتح معه نفسيا نهائيا! وعندما أخبرته أنني أرغب في إنهاء العقد، ذهب إلى دار الإفتاء المصرية ليسأل كيف ننهي العقد؛ لأننا لم نكتبه، فأفتى له الشيخ بأننا غير متزوجين عرفا، وما كان كل ذلك إلا خطبة فقط! لأن الأهل غير ملتزمين بذلك، لا يعترفون بالعقد، إلا لو تم قانونيا، وفي نظرهم نحن في فترة الخطبة فقط، بالرغم من وجود العقد الشرعي الذي تم شفويا! مع العلم أنا لا أعلم ماذا قال ابن خالتي للشيخ بالضبط؛ لذلك هو أنكر العقد، مع العلم أني منتقبة، وقد أجلس أمامه بالحجاب بدون النقاب، وخرجنا سويا في بعض الأماكن بمفردنا، وكنت محافظة جدا، ولم أسمح له بأي شيء على الإطلاق غير مسك يدي.
وللعلم أيضا من الأسباب التي جعلتني أتركه: أنه كاذب؛ كان يكذب كثيرا على أمي وأمه، وعندما سألته ماذا قلتم أنت وأخي في ليلة عقد الزواج قال: لم نقل شيئا. وعندما سألت أخي، أقسم بالله إنه رد عليه وقال الصيغة التي ذكرتها سابقا، ومع العلم أن أخي لا يكذب، والشهود أنا أعلم من هم، ولكن هم أصحاب العريس، ولا أعرف كيف أصل إليهم. وعندما طلبت من آخر أن يواجهه رفض لأنه لا يحب تحمل المسئولية وهو يعيش في بيت آخر بعيد عنا. وعندما واجهته قلت له أن نأخذ بالأحوط، وأن يقول: سرحتك. أو: طلقتك. رفض بشدة أن يقول أي شيء على الإطلاق، وقال: "نحن غير متزوجين حتى أطلقك". وأمي وأهله واقفون معه، ومن وجهة نظرهم أني أكبر الموضوع، وأنها كانت خطبة فقط، ولا يفرق معهم شيء على الإطلاق! وما زال ينكر العقد، ويحاول الرجوع لي، ومع كل مرة أصلي استخارة تحدث مشكلة تجعلني أرفضه بشدة أكثر من ذي قبل.
ومع العلم أني رددت له المهر والشبكة.
1- ما حكم الشرع فيما حدث؟ وهل هذه فعلا خطبة مثل ما قال الشيخ ومثل اعتقاد أهلي؟
2- بماذا أخبر من يتقدم بعده؛ هل أخبره بكل ما حدث؟
3- ماذا أفعل الآن؟ مع العلم أني لا أستطيع أن أطلب شيئا من أهله؛ لأنهم في صفه.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الحال كما ذكرت من حصول الإيجاب والقبول بين أخيك وابن خالك، في حضور شاهدين، فقد وقع العقد صحيحا، وصرت زوجة له، وكتابة العقد أو توثيقه لا تمنع صحة هذا العقد؛ جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: "إن الزواج في الشريعة الإسلامية عقد قولي يتم بالنطق بالإيجاب والقبول في مجلس واحد بالألفاظ الدالة عليهما الصادرة ممن هو أهل للتعاقد شرعا بحضور شاهدين بالغين عاقلين مسلمين إذا كان الزوجان مسلمين، وأن يكون الشاهدان سامعين للإيجاب والقبول فاهمين أن الألفاظ التي قيلت من الطرفين أمامهما ألفاظ عقد زواج، وإذا جرى العقد بأركانه وشروطه المقررة في الشريعة كان صحيحا مرتبا لكل آثاره.

أما التوثيق بمعنى كتابة العقد وإثباته رسميا لدى الموظف العمومي المختص: فهو أمر أوجبه القانون صونا لهذا العقد الخطير بآثاره عن الإنكار والجحود بعد انعقاده سواء من أحد الزوجين أو من غيرهما."

وعليه؛ فلا يجوز لك الزواج بغير هذا الرجل، حتى تبيني منه بطلاق أو فسخ، وإذا حصلت البينونة فلا يلزمك إخبار من يخطبك بشأن هذا العقد.
وعليه؛ فإن لم يطلقك ابن خالك أو يخالعك، فارفعي الأمر للقضاء، فإن حكم القاضي بالطلاق أو الفسخ، حصل الفراق وحل لك التزوج بغيره. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 280510.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات