السؤال
أحد الأشخاص قام بإعطائي هذا الحصن، فهل يجوز قراءته:
حصنت نفسي بالحصن؛ أساسه لا إله إلا الله محمد رسول الله، وحيطانه سلام قولا من رب رحيم، ودائرته معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، همتا لمتا إن الأسد همي، شرد سهمي، نفذ بفضل بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. حصنت نفسي بالحي القيوم الذي لا يموت ودفعت السوء بألف ألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الحصن لا يجوز لما فيه من الألفاظ غير المفهومة المعنى. وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمن يقول: يا أزران، يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة لم يحرم قولها؟ فأجاب: الحمد لله لم ينقل هذه عن الصحابة أحد لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأمة ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب، فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به فضلا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى كلامه.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على جواز الرقى، والتطبب بما لا ضرر فيه، ولا منع من جهة الشرع، لكن إذا كان مفهوما؛ لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك. اهـ.
وقال الشيخ/ حافظ الحكمي في سلم الوصول في بيان ما تشرع الرقية به وما تمنع:
ثم الرقى من حمة أو عين * فإن تكن من خالص الوحيين.
فذاك من هدي النبي وشرعته *وذاك لا اختلاف في سنيته.
أما الرقى المجهولة المعاني * فذاك وسواس من الشيطان.
وفيه قد جاء الحديث أنه *شرك بلا مرية فاحذرنه.
إذ كل من يقوله لا يدري * لعله يكون محض الكفر.
أو هو من سحر اليهود مقتبس *على العوام لبسوه فالتبس.
وقال في شرح هذه الأبيات: أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ ولا مفهومة المعاني ولا مشهورة ولا مأثورة في الشرع البتة: فليست من الله في شيء، ولا من الكتاب والسنة في ظل ولا فيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه، كما قال تعالى: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وعليه يحمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن مسعود: إن الرقى والتمائم والتولة شرك، وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله تعالى، أو من أسماء الملائكة، أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، وهل هو حق أو باطل، أو فيه نفع أو ضر أو رقية أو سحر. انتهى.
والله أعلم.