السؤال
توفي رجل فجأة ولم يكن راضيا عن زوجته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد رغب الزوجة في طلب رضى زوجها، والمسارعة إلى ذلك، وحذرها أشد الحذر من التسبب في إسخاطه، روى الطبراني عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: كل ولود، ودود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب (أي: زوجها)، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى. وهو حديث حسن.
وروى الترمذي عن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون. وهو أيضا حديث حسن. هذا من حيث العموم.
أما بخصوص هذه المرأة التي ورد ذكرها في السؤال، فإن كان عدم رضى زوجها عنها بسبب تقصير منها في حقه، فحينئذ تجب عليها التوبة، والدعاء، وطلب المغفرة له، عسى الله تعالى أن يرضيه عنها.
وإن كان ذلك دون وجه حق، فلا يلحقها من ذلك إثم -إن شاء الله تعالى-.
مع التنبيه على أنها من الناحية العملية لا فرق بينها وبين غيرها، فترثه، وتعتد منه.
والله أعلم.