السؤال
أنا شاب مسلم أبلغ من العمر 20 عاما، لن أقول: ملتزم. لكنني أسعى لأن أكون كذلك؛ لا أسمع الأغاني، لا أتابع المسلسلات، أكره وبشدة الموضة وما نراه من فتن على بنات المسلمين. أنا -ولله الحمد- أصلي، وأحافظ في كثير من الأحيان على صلاة الفجر في المسجد، نفسي الأمارة بالسوء كنت أتحكم بها، لكنني وفي الفترة الأخيرة لم أعد أسيطر عليها، وبدأت أدخل مسارا خطيرا، لم أعد أكترث للذنوب، والتوبة باتت مملة في نظري، وأنا الآن أجد نفسي في طريقي إلى الهاوية، بدأت أفكر جديا في فتح محادثات مع الفتيات، أحس بداخلي بكبت شديد عاطفيا تجاه النساء، ولربما هو ما يدفعني لفعل هذه الأمور. أنا الآن أصلي بأعجوبة، كنت محافظا على الأذكار والنوافل وقراءة القرآن، لم أعد كذلك. كنت أحب فتاة لدينها وكنت أنوي التقدم لها لاحقا، لم أعد أعير الأمر اهتماما.
أريد حلا أو نصيحة؛ فعفتي تموت، وما عدت أتحكم بشهواتي وبنفسي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنصيحة المبذولة لك لتحافظ على ما كنت عليه من الاستقامة، وتقمع نفسك الأمارة بالسوء، وتستعيد ما فقدته من العبادات وأمور الخير، هي: أن تكثر من دعاء الله تعالى والابتهال له؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه -سبحانه- يقلبها كيف يشاء، وأن تصحب أهل الخير والصلاح الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى؛ فإن هذا من أعظم الوسائل للثبات على الاستقامة، واترك مصاحبة الأشرار ومن يزينون لك المعاصي؛ فإن صحبتهم تردي وتوقع في المهالك، وكلما سولت لك نفسك معصية من جنس محادثة الفتيات أو النظر إليهن أو نحو ذلك فاستحضر عظمة الله تعالى واطلاعه عليك وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، واستحي منه -سبحانه- أن يراك على ما يكره، وإياك والتعرض لغضبه ومساخطه سبحانه؛ فإنه إذا غضب لم يقم لغضبه شيء، وتفكر في الموت وأنه قد يأتيك في أي لحظة، وتفكر في الجنة وما أعد فيها للمتقين، وفي النار وما أعد فيها للعاصين؛ فإن بهذا يرق قلبك ويلين فؤادك، فتتشوف نفسك للجنة وتفرق من النار، واقرأ القرآن بالتدبر والخشوع، واستغل هذه الأزمنة الفاضلة في ترقيق قلبك وحمل نفسك على المزيد من الطاعات والاجتهاد في العبادات، وجاهد نفسك؛ فإنه ما جاهد أحد نفسه صادقا إلا أعانه الله تعالى، وتعوذ بالله من الشيطان ومكره، واعلم أنه لك بالمرصاد قد نصب بينه وبينك العداوة وحلف أن يحرفك ما استطاع عن الصراط المستقيم، فتيقظ لمكايده، واعلم أن النساء أحبولة من أعظم أحابيله التي يصيد بها بني آدم، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما ترك على أمته فتنة أشد من فتنة النساء، فتعوذ بالله من الفتن، وتوقها جهدك، واعلم أن من تحرى الخير أعطيه ومن توقى الشر وقيه؛ قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت:69}. وأكثر من الصيام فإنه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن لا يستطيع الزواج، نسأل الله أن يصرف عنك وعن شباب المسلمين السوء والفحشاء.
والله أعلم.