السؤال
أعانكم الله على الخير.
أود أن أشرح لكم قصتي بتفصيل صغير لتتضح الصورة أمامكم، وبالتالي تفتوني بما هو خير لي على حسب وضعي.
أنا أعيش في مدينة القدس، والحكومة هناك تابعة للكيان الصهيوني، وهذه الحكومة تفرض شروطا معيشية على بعض المواطنين العرب والمسلمين، ومن هذه الشروط المنع من العمل أو الحركة أو الصلاة في المسجد الأقصى، أو حتى المنع من العيش إلا بتصريح من وزارة الداخلية الصهيونية، وأنا من ضمن هؤلاء المواطنين، فأنا لا أستطيع العمل في أي مكان في المدينة، ولا أستطيع التحرك بدون تصاريح منهم أو الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فأنا أعيش هنا مخالفا لقوانينهم حسب رأيهم، وفي هذه الحالة أحاول جاهدا البحث عن عمل لي لأعيل به أسرتي وأطفالي، وقد استغرقت في عملية البحث طويلا فلم أجد لأن الخيارات أمامي محدودة جدا ولأن قوانينهم أيضا تفرض على أرباب العمل وعلى أصحاب المصالح أو المؤسسات عدم توظيفي وفرض غرامات مالية عليهم إن فعلوا، وعلى ذلك يرفض الجميع توظيفي، وضاقت بي السبل وأغلقت الأبواب، داعيا الله تعالى أن ييسر لي أمري ويكون معي، فكلما وجدت عملا أخسره ولا أستطيع الاستقرار به بسبب وضعي وعدم قانونية وجودي حسب ادعائهم، بالرغم من أني ابن المدينة وهي مسقط رأسي وبها ترعرعت، إلا أنها سياسة تهويدية، في نهاية المطاف استدعاني رجل مسيحي للعمل عنده بالسر في أحد فنادقه ووافقت على ذلك سريعا لأني بحاجة ماسة للمال والعمل، وبسبب الضائقة المالية التي ألحقت بي التي جعلتني لا أجد ما أعيل به زوجتي وطفلتي، ولكن المشكلة في هذا الفندق أنهم يبيعون الخمر لزبائنهم السياح، والفندق عبارة عن أقسام مختلفة فهناك قسم للخمور، وهناك المطبخ وهناك الغرف وعدة أقسام أخرى، فأنا أعمل في قسم المطبخ ولا أتعامل مع الخمور نهائيا، وجميع الأطعمة المقدمة حلال، مع أني أدعو الله دائما أن يرزقني رزقا حلالا وعملا صالحا؛ لأستبدل به عملي الحالي، والله هذا هو حالي، فلا أعمل في هذا الفندق إلا بسبب حاجتي الملحة للعمل، وعدم توفر أي فرص عمل أخرى لي بسبب ما أعانيه من الاحتلال هنا، حتى ضاقت بي نفسي وأصبحت دائم الحزن والخوف والتعب.
أفتوني بارك الله فيكم عن حكم العمل في هذا الفندق في ظل ظروفي، وهل حزني وشعوري بالضيق المستمر هو عدم توكل على الله وأني أسيء الظن به، رغم أنني أدعوه دائما وأتوكل عليه وأفوض أمري إليه إذ لا ملجأ إلا له، لكني أشعر بالحزن دائما بسبب حالي ووضعي.
بارك الله فيكم.