السؤال
عندما أصلي بمفردي يأتيني وسواس؛ فيجعلني أتخيل أن هناك من ينظر لي من أناس أحبهم، فأحسن صوتي، وأطيل صلاتي، ثم أتذكر أن هذا من الشيطان، وأنه رياء، فأحاول جاهدا أن أبعد عني الوسواس، ولكن لا جدوى.
السؤال هو: هل هذا يعد رياء؟ وهل هناك رياء من غير وجود أناس ينظرون إلى فعلك؟ وكيف أفعل إن شككني الشيطان بفعلي؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله لك التوفيق, وأن يقيك من كيد الشيطان ووساوسه, وفي هذا المجال ننصحك بمواصلة عبادتك, ومدافعة ما تشعر به من خاطر الرياء، فإن ذلك لا يضرك, وهو من كيد الشيطان؛ قال الرحيباني في شرح غاية المنتهى: وإن كان أصل العمل لله, ثم) بعد الشروع فيه (طرأ عليه خاطر الرياء ودفعه, لم يضر) في عبادته, ويتمها صحيحة (بلا خلاف) بين العلماء في ذلك، انتهى.
فالذي ننصحك به هو: أن تعرض عن هذه الوساوس، فلا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أنها من تلبيس الشيطان عليك، ومكره بك، يريد بها أن يصدك عن العبادة، ويحول بينك وبين الخير، فامض في عبادتك مخلصا لربك تعالى، وحذار أن تستجيب لكيد الشيطان، فتترك العبادة خوف الرياء، فتكون قد حققت مراد الشيطان منك، واجتهد في تحقيق الإخلاص مستعينا بالله تعالى، واعلم أنه تعالى يعين من أقبل عليه، وأخلص له، وهو تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
ثم إن الرياء مشتق من الرؤية، وهو أن يعمل العمل ليراه الناس, وانظر الفتوى رقم: 10992 عن حقيقته وآثاره وأنواعه, وراجع أيضا الفرق بين الرياء والوساوس, وذلك في الفتوى رقم: 222163.
والله أعلم.