السؤال
هل إزالة الشعر الموجود فوق وتحت الحاجب - وليس من أصل الحاجب - وبين الحاجبين حرام أم لا؟ سواء بالخيط أو الملقاط، وإذا كان تفليج الأسنان حرام لأنه تغيير في خلق الله، فهل تقويم الأسنان لمن لديه فلجة في أسنانه حرام أيضا لأنه يعتبر تغييرا في خلق الله؟ وإن كان التقويم ليس بحرام فلم إزالة الشعر حول الحاجب لتحسين المظهر يكون حراما؟ وما المقصود بتزجيج الحاجب؟ وهل هو حرام أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 213928 تحديد شعر الحاجبين الذي لا يجوز نتفه، وبمراجعتها تعلمين أن الشعر الذي يكون فوق أو تحت الحاجب وليس نابتا على عظم الحاجب لا حرج في إزالته؛ لأنه ليس داخلا في معنى النمص، فلا تحرم إزالته بأي وسيلة.
وأما تقويم الأسنان أو تفليجها: فإنه جائز حيث كان للعلاج والمداواة وإزالة عيب من اعوجاج أو نحوه، وأما إذا كان لمجرد التحسين والتجميل فلا يجوز؛ يقول الإمام النووي: وأما قوله المتفلجات للحسن فمعناه: يفعلن ذلك طلبا للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن، أما لو احتاجت إليه لعلاج أو عيب في السن ونحوه فلا بأس. اهـ.
وانظري الفتوى رقم: 108098، والفتوى رقم: 218860.
وبالتالي فإن الفلجة بين الأسنان إن كانت مشينة شرع التقويم لإزالة ما بها من شين، وإن لم تكن كذلك فلا.
ومما تقدم يتبين لك أن قولك: "وإن كان التقويم ليس بحرام فلم إزالة الشعر حول الحاجب لتحسين المظهر يكون حراما؟" لا وجه له؛ لأن التقويم ليس مباحا بإطلاق، وإزالة شيء من الحواجب ليس محرما بإطلاق، وانظري الفتوى رقم:13654، والفتوى رقم: 1007، والفتوى رقم: 1437؛ لمعرفة متى يجوز الأخذ من الحاجب.
وأما تزجيج الحواجب: فيطلق على ترقيقها وتسويتها وإزالة شيء منها؛ جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة: زججت المرأة حاجبها: رققته وطولته وحذفت زوائد الشعر فيه "إذا ما الغانيات خرجن يوما ... وزججن الحواجب والعيونا". اهـ.
وهو داخل في معنى النمص المحرم.
والله أعلم.