السؤال
لي قريبة حدث شجار بينها وبين زوجها، وهو رجل لا يصلي ولا يعرف حلالا ولا حراما، وحاول طردها من البيت وأمرها بالخروج وقال لها: إذا بقيت في البيت أطلقك، لكنها لم تخرج، وفي صباح اليوم الثاني غادر هو إلى عمله، وعمله يتطلب مبيته أياما خارج المنزل، فهل هذا طلاق أم لا؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا اللفظ: أطلقك ـ يحتمل الحال ويحتمل الاستقبال، فإن كان قصده بهذا القول أنها إذا بقيت في البيت تطلق بهذا البقاء فهذا من تعليق الطلاق على شرط، فإذا وقع الشرط وقع المشروط الذي هو الطلاق هنا، ولكن إن كان هنالك سبب لتلفظ الزوج بالطلاق، وبقيت في البيت لزوال السبب لم تطلق، وانظر الفتويين رقم: 5684، ورقم: 35705.
وأما إن قصد توعدها بالطلاق إن هي بقيت في البيت، فإن الوعد بالطلاق ليس بطلاق إجماعا والعصمة لم يطرأ عليها أي شيء، وانظر الفتوى رقم: 155171.
وإن كان هذا الرجل لا يصلي ولا يبالي بالحلال والحرام، فالواجب أن ينصح ويخوف بالله عز وجل، فإن تاب إلى الله فبها ونعمت، وإلا فمثله يستحب لها فراقه إن لم تعارض ذلك مصلحة راجحة، قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه، لتركه حقوق الله تعالى.... اهـ.
وننبه إلى أن يجتنب الزوجان المشاكل وأن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف، ولو قدر أن طرأت بعض المشاكل أن يتحريا الحكمة في حلها.
والله أعلم.