السؤال
أنا موظف في شركة، وعند انتهائي من عملي الساعة 5 عصرا أعمل في مساعدة المحتاجين وحدي وبشكل فردي من أرامل ومساكين وفقراء ومطلقات ـ مساعدات غذائية وأدوية وأثاث منزلي وما تيسر ـ وهذا العمل الخيري يشغلني كثيرا عن زوجتي وأحاول جهدي أن لا أظلمها، وأنتم تعلمون زحمة مدينة الرياض، وهذا الشيء يجعلني أحس بالذنب نحوها، فأرجو الإيضاح بالقرآن والسنة منزلة عملي هذا عند الله عز وجل ومقدار ثوابه إذا تقبله مني، وما هي الطريقة المثلى لأوفق بين مساعدة المسلمين المحتاجين وقيامي بواجبي كرجل بحق أهلي؟. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على هذا العمل الجليل وهو القيام على مساعدة المحتاجين وإيصال الخير للفقراء واليتامى والأرامل والمساكين، جعل الله ذلك في ميزان حسناتك، ونفعك به في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ونحيلك على الفتويين رقم: 76374، ورقم: 129815، ففيهما بيان فضل نفع الناس.
ومن حق الزوجة على زوجها أن يحسن عشرتها، كما قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}.
فمهما أمكن الزوج الجلوس في البيت بحيث يدخل السرور على أهله ويحصل الأنس كان أفضل، لا سيما مع غيبته عنها مدة عمله ودوامه، والإحسان إليها من جملة القرب والأعمال الصالحة، فينبغي أن تبحث عن سبيل للجمع بين القيام على رعاية هؤلاء المحتاجين وعدم الغياب عن أهلك مدة طويلة من الزمن، كأن تتخذ معك بعض المتطوعين بحيث يكون هنالك تناوب في هذا العمل مثلا، هذا من جهة الأولى والأفضل، وإلا فمن المعلوم أنه لا يلزم الزوج أن يكون ملازما للبيت بحيث يترك ما يحتاج للخروج إليه من شأنه، بل من حقه أن يسافر ويغيب عن زوجته ستة أشهر فأقل من غير رضاها، وانظر في هذا الفتوى رقم: 110912.
والحاصل أن عليك أن تسدد وتقارب.
والله أعلم.