السؤال
أنا شاب مسلم من تونس، أقوم بفترة تكوين في وزارة المالية، مرفقة بتربصات في البنوك الربوية؛ ليتم بعدها التخرج كمتفقد مركزي في إحدى المصالح: ضرائب، تمويل، محاسبة، وقد تم إعلامنا أن مهمة المتفقد، هي مراقبة البنوك، فهل هذا حرام أم حلال؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعمل في البنوك، ولا سيما في الدول التي يغلب على بنوكها عدم الالتزام بالضوابط الشرعية في معاملاتها المالية، محفوف بمحاذير كثيرة، يتعذر السلامة من الوقوع فيها؛ ومن ثم؛ فالأسلم للمرء في دينه، أن ينأى بنفسه عن ذلك المجال إن وجد عملا مباحا غيره، يكسب منه ما يحتاجه من نفقة.
لكن جوابا عن محل السؤال نقول: إن كان تربصك، أو عملك في مراقبة البنوك، والإشراف عليها، ليس فيه مباشرة للحرام، ولا إعانة عليه، فلا حرج فيه.
وأما لو كان في عملك المذكور شيء من ذلك، فلا يجوز، إلا أن لا تجد مكانا آخر لهذا التربص، وكان مطلوبا منك، ولا تجد منه بدا حتى تتخرج، وتعمل العمل الذي تحتاجه لكسب قوتك، فنرجو ألا يكون عليك إثم للضرورة.
وينبغي أن يستشعر المسلم أن الأرزاق مكتوبة، لا يعجلها الكسب الحرام، وأن من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ففي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق، أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني. وفي الحديث أيضا: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل، إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد، وصححه الأرناؤوط، والألباني.
والله أعلم.