السؤال
هل يمكن أن أصلي المغرب قبل وقته لأني أصل إلى البيت بعد خروج وقته ودخول وقت العشاء؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن دخول الوقت شرط في صحة الصلاة, فلا تجزئ الصلاة قبل دخول وقتها, جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: لا خلاف بين الفقهاء في أن من صلى قبل دخول الوقت فإن صلاته غير صحيحة، ويجب عليه أن يصلي إذا دخل الوقت... اهـ.
وبناء على ذلك؛ فلا يجزئك أن تصلي المغرب قبل دخول وقتها, بل عليك أن تحرصي على أدائها في وقتها, وأنت في طريقك, فإن تعذر ذلك وكان ينطبق عليك حكم السفر، بأن كنت تعملين في بلدة وتسكنين في بلدة أخرى والمسافة بين البلدتين تبلغ مسافة القصر وهي ثلاثة وثمانون كيلوا مترا، فإنه يجوز لك تأخير صلاة المغرب حتى تجمعيها مع العشاء بعد وصول المنزل.
وإن كانت المسافة التي تقطعينها إلى المنزل أقل من مسافة القصر, أو كانت رحلتك كلها داخل المدينة، فإنك في هذه الحالة لا ينطبق عليك حكم السفر، وبالتالي فالواجب هو فعل الصلاة في وقتها، وإذا تعذر عليك النزول لأداء صلاة المغرب, فلك الصلاة داخل السيارة حسب استطاعتك, فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء:
س ـ: إذا كنت في سفر طويل في الحافلة، ولم تتوقف الحافلة، وأدركتني الصلاة المفروضة، كيف أفعل، أأصلي إيماء أو أقضيها بعد انتهاء السفر؟
ج ـ: إذا حانت الصلاة وأنت في الحافلة أثناء السفر: فإن كانت هذه الصلاة مما يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها، كالظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، فإنك تنوي الجمع وتصليها جمعا إذا نزلت من الحافلة، وإن كانت الصلاة مما لا يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها، كصلاة الفجر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، والحافلة لا تتوقف إلا بعد خروج الوقت، فإنك تصليها في الحافلة على حسب استطاعتك، والله أعلم. انتهى.
والأفضل لك إعادة صلاة المغرب بعد الوصول احتياطا إذا صليتها داخل السيارة.
ثم إننا ننبه إلى أن من أهل العلم من يرى جواز الجمع للحاجة إن لم يتخذ عادة، كما في الفتوى رقم: 127736، وعلى هذا القول يمكنك تأخير المغرب لجمعها مع العشاء، بشرط أن لا تتخذي ذلك عادة.
والله أعلم.