من اتخذ الأسباب وصدق في العزم ثم غلبه النوم

0 316

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد:
إخواني أرجو منكم المساعدة لأني أحس بأني مقصر في حق الله تعالى وسؤالي هو:
إنني موظف في إحدى شركات سابك وعملي عبارة عن وردية ثمان ساعات.. وأنا أعزب حاليا فأنا أقوم بتوقيت المنبه على صلاة الفجر ولكن في بعض الأحيان لا أقوم إلا متأخرا.. مما يزعجني ولا أكون مرتاحا طول اليوم؟ ومن ناحية أخرى وقت دوام الصباح أقوم الساعة الرابعة فجرا ثم أذهب إلى العمل الساعة السادسة حتى الساعة الثانية وعند خروجي من العمل أكون متعبا ومرهقأ فإن نمت لا أصحو لصلاة العصر ليس دائما، وإن بقيت إلى بعد العصر ونمت لا أقوم لصلاة المغرب، مع العلم بأنني أقوم بتوقيت المنبه ...؟ أفيدوني حفظكم الله ورعاكم وسدد إلى الخير خطاكم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجب على كل مسلم غير معذور أن يصلي كل فرض في وقته، ويجب عليه أن يتخذ من الأسباب ما يعينه على ذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإذا اتخذ الأسباب وصدق في العزم ثم غلبه النوم فلا إثم عليه، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه قال: إنه لا تفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي عن أبي قتادة. واعلم أنه إذا تضايق وقت الصلاة فلا يجوز لك أن تقصد إلى النوم لأن النوم في هذا الوقت الضيق سبب مفض إلى ترك أداء الصلاة في وقتها، يقول الإمام الشوكاني شارحا الحديث: إنه لا تفريط في النوم.... قال: ظاهر الحديث أنه لا تفريط في النوم سواء كان قبل دخول وقت الصلاة أو بعده، قيل: تضيقه، وقيل: إذا تعمد النوم قبل تضيق الوقت واتخذ ذلك ذريعة إلى ترك الصلاة لغلبة ظنه أنه لا يستيقظ إلا وقد خرج الوقت كان آثما، والظاهر أنه لا إثم عليه بالنظر إلى النوم، لأنه فعله في وقت يباح فعله فيشمله الحديث، وأما إذا نظر إلى التسبب به للترك فلا إشكال في العصيان بذلك، ولا شك في إثم من نام بعد تضيق الوقت لتعلق الخطاب، والنوم مانع من الامتثال والواجب إزالة المانع. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة