السؤال
كيف السبيل لدعوة عائلتي غير الملتزمة؟ علما أنني الأصغر -والصغير صغير فقط- فكيف له أن يقنع الكبار؟
كيف السبيل لدعوة عائلتي غير الملتزمة؟ علما أنني الأصغر -والصغير صغير فقط- فكيف له أن يقنع الكبار؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على الخير، ورغبتك فيه، ثم اعلمي أن الدعوة إلى الله، وتعليم الناس الخير من أشرف الوظائف، وأجل المهمات؛ قال تعالى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين {فصلت:33}، فإذا أخلصت لله تعالى، وصدقت في معاملته، آتت دعوتك أكلها -بإذن الله-.
فأول ما ننصحك بالحرص عليه هو: الإخلاص لله، ثم استعيني به -سبحانه-؛ فإن قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء، فهو الذي إن شاء أن يهدي تلك العائلة هداها، وإن شاء أن يضلها أضلها، وليس الدعاة إلا أسبابا ووسائل على طريق الخير، فاستعيني بالله تعالى، وادعيه سبحانه، وتضرعي له أن يهدي تلك العائلة، ويشرح صدور من فيها لقبول الحق.
وعليك بدعوتهم بالحكمة، والموعظة الحسنة، مبينة لهم أن صغرك لا ينبغي أن يكون مانعا لهم من قبول ما معك من الحق، وارفقي بهم، وليني لهم في الخطاب، وتأدبي معهم، وتوددي لهم بما يمكن من طرق الملاطفة؛ فإن ذلك أدعى لاستمالة قلوبهم وإذعانهم للحق -بإذن الله-، وليكن في سلوكك والتزامك بالحق خير قدوة لهم؛ فإن فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.
فإذا رأوا تمسكك بالحق، والتزامك بتعاليم الدين، حملهم ذلك على الاقتداء بك، وإن كنت صغيرة، فإن الصغير يكبر بفعاله في أعين الناس، واستعيني على دعوتهم بالطرق غير المباشرة؛ كإهداء المطويات، والكتيبات، والأشرطة، والإسطوانات، والدلالة على المواقع النافعة على الإنترنت، أو على الدروس والحلقات العلمية النافعة، وهكذا، كما يمكنك الاستعانة كذلك بالأشخاص الكبار، ولو من خارج العائلة من الأصدقاء الملتزمين، ونحوهم -وفقك الله لما فيه الخير، والصلاح-.
والله أعلم.