السؤال
هل إظهار العمل بقصد القدوة الحسنة وترك الأثر الطيب بعد الموت والثناء والمدح الجميل يعتبر رياء؟ بمعنى: أن أقوم مثلا بعمل صالح -أي عمل- فأظهره للناس، وفي نيتى أن يقتدي بهذا الفعل الناس، وأن يكون لي أثر بعد الموت، ويكون أيضا لحب الثناء، وكثرة المشيعين، وذكرهم الطيب، فهل هذا من أنواع الرياء الخفية؟ وإن كان كذلك، فكيف نوازن بين العمل وإظهاره ليكون قدوة للناس مع الإخلاص؟ وهل السعي ومحبة الثناء والمدح أصلا بعد الموت تكون أيضا رياء أم لا؟
وبارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإظهار العمل الصالح لقصد اقتداء الناس ونفعهم بذلك: مشروع، ويكون أفضل من الإسرار به؛ كما بينا بالفتويين: 56784، 60582.
وطلب الثناء الحسن بعد الموت لا بأس به؛ قال ابن كثير: وقوله: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} أي: واجعل لي ذكرا جميلا بعدي أذكر به، ويقتدى بي في الخير، كما قال تعالى: {وتركنا عليه في الآخرين. سلام على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين} [الصافات:108-110].
قال مجاهد، وقتادة: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} يعني: الثناء الحسن. انتهى.
وقد بينا بالفتوى رقم: 149579 الفرق بين الرياء والفرح بثناء الناس على عمل الخير.
وتحقيق الإخلاص مع إظهار العمل ممكن، ولكن يحتاج العبد إلى مراجعة نيته، ومما يعينه على ذلك أن يتخذ خبيئة من عمل صالح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 283402.
والله أعلم.