السؤال
أحسن الله إليكم.
يؤرقني كثيرا مسألة الحساب على حقوق الناس (غير المالية) يوم القيامة، وقرأت أنه يمكن التخفيف منها بالدعاء والاستغفار لهم، ففكرت في الوقف، فهل يخفف عني أن أساهم لهم في وقف وأنوي إجراء الأجر لهم؟ هل هناك من بأس في هذا الفعل؟ فإذا لم يكن به بأس فهل يصح أن أشرك نفسي معهم في النية؟ يعني أقول "هذا الوقف لي ولمن لهم حق علي" وهل يصح أن أنوي أنه إذا انتهت حقوقهم يبقى ويعود ثواب الأجر لي فقط؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسبق أن بينا أن التحلل من حقوق الناس المعنوية يكون باستحلالهم إن أمكن ذلك دون وقوع مفسدة، وإلا فتكفي التوبة الصادقة من ذلك والدعاء لهم والاستغفار وذكرهم بخير، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 144819، 48709، 236200.
وأما هبتك ثواب الوقف لهم فلا يلزمك، وإن فعلت فلا بأس به، وكذلك لا بأس بإشراك نفسك معهم في الثواب، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 166781، 29491، 168565، وإحالاتها.
وبذلك يتبين أن تحللك من حقوق الناس المعنوية وانتهائها لا يتعلق بالوقف أصلا، ومع ذلك فإن نويت أن يكون أجر الوقف لك دونهم بعد انتهاء حقوقهم فلا يظهر لنا مانع من ذلك.
والله أعلم.