علاج من يستدرجه الشيطان للمعاصي

0 122

السؤال

ساعدوني في إنقاذ شخص عزيز على قلبي، هذا الشخص كما أعرفه أنه من الملتزمين وكان دائما في الصفوف الأولى في أعمال التقرب إلى الله، ولكن للأسف بدأ بالتغير تدريجيا كما يقول لي في رسائله أنه بدأ يواجه المعاصي ويغوص شيئا فشيئا، يقول إنه بدأ يفعل المعاصي (العادة السرية والنظر للحرام) ثم يتوب وتدمع عيناه ويقول استمررت على الذنوب ثم التوبة، ولكني تدريجيا فقدت أعز دمعة علي عندما أتدارك نفسي وأرجع لربي، ويقول بدأت بالتغير حتى قيام الليل الذي كنت محافظا عليه دوما توقفت عنه، ويقول أشعر بالحسرة عندما أتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل، ويقول: أحاول أن أقوم الليل ولكن لا أقدر، يقول لي: شاهدت الكثير جدا عن محاضرات وخطب وأعرف شروط التوبة، ويقول: أطبق كل الكلام من الشيوخ بالنص كالمحافظة على صلاة الجماعة والصيام والدعاء، ولكن يقول: تأتي شهوتي وأحاول ردعها ولكن لا أستطيع وآخذ على نفسي عهودا ولكني كل فترة معينة (أحسها ثابتة) تأتي تلك الشهوة، وقال لي في آخر رسالة هذا الكلام وأنا لا أريد أن أفقده، مع العلم أنه كان يحاول دائما إنقاذ ومساعدة من حوله من مثل ما وقع فيه الآن، وأنا أرى أنه ما زال محافظا على صلاة الجماعة، وآخر شيء كان يحاول ختم القرآن ولكنه توقف قبل فترة كما قال، وهو شخص كان محافظا على الرياضة إلا أنه بدأ يقلل منها وليس له صحبة إلا أشخاص قليلون وأنا منهم، كيف لي أن أنصحه؟ وسامحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالنصيحة لهذا الأخ هي بالتوبة النصوح إلى ربه تبارك وتعالى، تلك التوبة المشتملة على الإقلاع عن الذنب, والعزم الأكيد على عدم العودة إليه, والندم الشديد على ما اقترفه من المنكر، ومما يعينه على التوبة أن يتفكر في قبح الذنب, ويستحضر موقفه بين يدي الله سبحانه غدا, ويعلم أن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأن يتفكر في اطلاع الله عليه, وإحاطته به, وأنه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عمله، وأن يكثر من الصيام, ويلزم الدعاء والذكر واللجأ إلى الله تعالى أن يمن عليه بالتوبة النصوح، وأن يصحب أهل الخير, ويجانب كل الأسباب التي توقعه في الذنب.

وإذا حصل أنه عاد إلى الذنب مرة أخرى فليبادر إلى التوبة من جديد، وليكن هذا ديدنه كلما ضعف وعاد إلى الذنب، ولن يضره ذلك ما دام على تلك الحال، جاء في الصحيحين: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أذنب عبد ذنبا، فقال: أي رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أذنب ذنبا آخر فقال: أي رب أذنبت ذنبا آخر، فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء، قال ذلك في الثالثة أو الرابعة، أي ما دام يذنب ثم يستغفر ويتوب.

أما بشأن علاج الفتور في الطاعات فراجع فتوانا رقم: 17666.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات