السؤال
متزوجة اكتشفت بعد الزواج أن الزوج يشرب الشيشة، ويرغمها على إحضارها وتجهيزها له، وعندما رفضت لأنها علمت أنها تكون آثمة بذلك هددها بالطلاق وبأن طاعته واجبة، فما حكم ذلك؟ هل تأثم إن حضرتها له خوفا أن يطلقها؟.
متزوجة اكتشفت بعد الزواج أن الزوج يشرب الشيشة، ويرغمها على إحضارها وتجهيزها له، وعندما رفضت لأنها علمت أنها تكون آثمة بذلك هددها بالطلاق وبأن طاعته واجبة، فما حكم ذلك؟ هل تأثم إن حضرتها له خوفا أن يطلقها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا طاعة للزوج على زوجته في تجهيز الشيشة، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد سئلت اللجنة الدائمة هذا السؤال: أنا امرأة مسلمة محافظة على ديني، ولكن زوجي يقوم بشرب الشيشة، ويطلب مني إصلاحها، فهل علي إثم إذا عملت ذلك؟
فأجابت اللجنة: شرب الشيشة حرام، فإذا أصلحتها له تكونين آثمة؛ لقوله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. اهـ وراجعي حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم: 115078.
فعلى المرأة أن تبين لزوجها تحريم الشيشة ومضارها، وتطلعه على كلام أهل العلم في ذلك، فإن لم يفد ذلك وسألها تجهيز الشيشة، فلا تطعه في ذلك وتبين له أنها تأثم إذا أعانته على شربها، فإن أصر الزوج على أن تجهز له الزوجة الشيشة وإلا طلقها، وكانت الطلقة الثالثة، والمرأة تتضرر من الطلاق، فنرجو أن تكون المرأة معذورة في طاعة الزوج في هذا الأمر، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عن امرأة يريد زوجها أن يطلقها، لأنها تغطي الوجه، وأخرى هددها حقيقة بإيقاع الطلاق إذا غطت الشعر، ويعيشون في الخارج، فهل هذا إكراه يبيح لها الكشف في الحالة الأولى أو الثانية؟ فأجاب بقوله: إن كانت هذه الطلقة هي الثالثة فنعم، لأنه ليس فيها رجعة فتكون الزوجة حينئذ مكرهة، وأما إن كانت الأولى أو الثانية فلا تستجيب له وسيكون هو أول من يندم، ولتستمر بتغطية الوجه والشعر، ونسأل الله لها الثبات وللزوج الهداية. اهــ.
والله أعلم.