حكم ترك الدراسة خوفا من الفتن إن أدى إلى إغضاب الوالدين

0 157

السؤال

أنا طالب أدرس في دولة كافرة غير مسلمة، لي الآن ثلاث سنوات, وكنت متساهلا في أمور كثيرة، ولكن الحمد لله تبت إلى الله بيني وبين الله، ولي الآن ثلاثة أشهر، ولكن المشكلة أني في دولة تكثر فيها الفتن والمعاصي، ترى ما لا تريد أن ترى، وتسمع ما لا تريد أن تسمع، وتختلط بمن لا تريد أن تختلط به لما يتطلب من الجامعة، وأنا في الفترة الأخيرة أحسست بالذنب، وأنها محرمة ويجب علي الانتقال إلى دولة مسلمة، ولكن هناك مسألة أنا أكبر الأولاد، ووالدي أطال الله عمره وأهلي وجماعتي ينتظروني بالشهادة، وأنا من بيئة بدوية بما يعني أنه سوف يكون الكلام موجها إلى والدي بأني فشلت أو ما شابه ذلك، وآتي ولم أستطع إكمال الدراسة هناك، أو أني طردت, أنا بالنسبة لي لا أعيره أي اهتمام، ولكنها سوف تكون لها تأثير على والدي، وأنا لا أريد أن أفعل شيئا من العقوق أو أعصيه من غير علم، ولكن بالنهاية لا طاعة في معصية الله، ومع العلم أنا طالب هندسة، والباقي لي سنتان أو أكثر على التخرج إن شاء لله، وأرجو الإفادة منكم حفظكم الله؛ لأني في حيرة، وهل هناك أي أمل في إكمال الدراسة فيها أو الانتقال إلى دولة مثل باكستان أو الهند.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 226333، أن الدراسة في بلاد الكفر لا تجوز إلا عند الحاجة, وأن يكون عند الدارس من العلم ما يدفع به الشبهات, ومن الاستقامة ما يدفع بها الشهوات.
فإن كنت واثقا من قدرتك على التمسك بدينك فلا بأس أن تكمل دراستك، وتسعد أباك ولا تغضبه، وأما إن كنت تعرف من نفسك عدم قدرتك على التمسك بدينك، فلا يجوز بقاؤك في تلك البلاد، ولا إكمال دراستك، وغضب أبيك في هذه الحال لا يغير من الحكم شيئا، ولا يعد ذلك من العقوق، وانظر لبيان ضابط العقوق الفتوى رقم: 76303.
وإذا تعذر عليك شرعا إكمال الدراسة فيمكنك أن تكملها في بلد آخر من بلاد المسلمين تقل فيه الفتن، وتكون بذلك جمعت بين حفظ دينك وبين إسعاد والدك وإكمال دراستك، فتجمع بين الحسنيين. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة