السؤال
الشخص عندما يخلص لربه، فهل هناك أمور في الإخلاص مستحبة وأمور واجبة؟ وهل هناك نوايا مستحبة ونوايا واجبة...؟ فعندما أريد أن أصلي لدي وساوس، فأخلص لربي بقلبي وأبعد الرياء عني وأنوي الصلاة، وكل ذلك في قلبي، وأقول لنفسي صل، الله عالم بنيتك، وهل هناك أمور قلبية يجب فعلها قبل الصلاة والوضوء والاغتسال؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح تماما، والذي نستطيع قوله: إن الإخلاص في العبادات واجب شرعا، بدليل قوله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة {البينة:5}.
والإخلاص عمل قلبي يتعلق بالنية وليس للسان فيه أي دخل، ومادمت عندما تريد الصلاة تخلص لربك في قلبك وتبعد عنك الرياء، فإن هذا هو الإخلاص المطلوب شرعا، وما زاد عليه فهو محض وسواس ينبغي تجنبه، ومن ثم فلا داعي لقولك لنفسك: صل فالله عالم بنيتك ـ فهذا تحصيل حاصل، وهو من أساب زيادة الوسواس، ومن نتائج الاستجابة له وعدم تجاهله، إضافة إلى أنه غير مشروع أصلا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بشأن التلفظ بالنية: التلفظ بها بدعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لم ينقل عن واحد منهم أنه تكلم بلفظ النية، لا في صلاة ولا طهارة ولا صيام، قالوا: لأنها تحصل مع العلم بالفعل ضرورة، فالتكلم بها نوع هوس وعبث وهذيان، والنية تكون في قلب الإنسان ويعتقد أنها ليست في قلبه فيريد تحصيلها بلسانه وتحصيل الحاصل محال، فلذلك يقع كثير من الناس في أنواع من الوسواس... اهـ.
ومما تقدم تعلم:
1ـ أن الأفعال القلبية التي يجب استحضارها قبل العبادات هي الإخلاص وقصد التقرب إلى الله وتصفية القلب من شوائب الرياء وما شابه..
2ـ وأنه ينبغي الاقتصار على النية والإخلاص في القلب وترك التلفظ بأي عبارات من قبيل ما ذكر، سواء كان ذلك من باب تذكير النفس أو غير ذلك..
ومن يريد الثناء على الله سبحانه فجل ألفاظ الصلاة ثناء عليه وتمجيد وتعظيم له.
والله أعلم.