الهدايا التي يعطيها البنك مقابل كل عملية استخدام للبطاقة المصرفية

0 158

السؤال

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم الأمة. لدي أسئلة بخصوص البطاقات المصرفية المغطاة، فأنا مغترب في أمريكا، ولدي بطاقة مصرفية ـ ماستر كارد ـ مغطاة مربوطة بحساب بنك جاري، والبنك يعطي هدية 1٪ عن كل عملية استخدام للبطاقة عند أي محل، فإذا اشتريت أي سلعة أو عدة سلع من محل ب100 دولار، فإنه يعطيني دولارا هدية في آخر الشهر، وهذه الهدية تشجيعية، وهم يعطونني جزءا من العمولة التي يقتطعونها من التاجر الذي اشتريت منه السلعة غالبا، علما أن هذه الهدايا التشجيعية تجمع وتضاف في آخر كل شهر إلى حسابي، وليست فورية؛ وبناء على هذا لدي 4 أسئلة:
أولا: ما الحكم العام في استخدام هذه البطاقة، والاستفادة من الهدايا والمكافآت في آخر الشهر؟
ثانيا: ماحكم استخدام هذه البطاقة لتقديم تبرعات نقدية للجمعيات الخيرية الإسلامية؟ علما أن المبلغ سيصلهم نقدا، وسأربح 1٪ من هذه المعاملة، وفي هذه الحالة لا أشتري سلعة ملموسة، وإنما هي نقود لجمعيات خيرية.
ثالثا: توجد لدي بطاقة أخرى مسبقة الدفع، وهذه أستطيع تحميلها مبلغا معينا، ثم أستخدمها كبطاقة مصرفية لشراء السلع، أو الخدمات، أو دفع الفواتير، وأستطيع أن أحمل هذه البطاقة باستخدام بطاقتي الأخرى التي ذكرتها سابقا؛ وعلى هذا فإنني مثلا أستطيع تحميل 200 دولار إلى البطاقة مسبقة الدفع، وأربح دولارين من البطاقة الأولى، وتبقى لي 200 دولار كاملة في البطاقة الثانية، ويبدو لي أن هناك شبهة في هذه المعاملة، فكأنني ربحت مبلغا ماديا من لا شيء؛ لأنني حولت باستخدام بطاقتي الأولى إلى البطاقة مسبقة الدفع، وكما هو الحال عند شراء السلع، فإن البنك الأول سيقوم باقتطاع عمولة من البنك الثاني، ومنها أحصل على 1٪ من المعاملة، والبنك الثاني يحدد سقفا أعلى للتحويل شهريا قدره 1000 دولار.
رابعا: توجد بطاقات مشابهة لهذه، وعوضا عن1٪ يقومون بإعطائي نقاطا في إحدى خطوط الطيران التي أستطيع استخدامها بعد تجميع عدد كاف منها لشراء تذكرة طيران في تلك الخطوط، يرجى توضيح الحكم في هذه الحالة.
ويوجد لدي سؤال منفصل لكنه قد يكون متعلقا بموضوعنا، توجد أحيانا عروض تسويقية بالبطاقات المصرفية مع محال وشركات تجارية، فلدي مثلا بطاقة مصرفية من بنك لديها عرض مؤقت، وهو أنهم سيعيدون لي 40 دولارا إذا استخدمت بطاقتي للاستفادة من خدمات شركة تاكسي مطار (توصيل) بقيمة 200 دولار أو أكثر، بمعنى آخر إذا دفعت لشركة التاكسي 200 دولار (سواء على توصيلة واحدة، أم عدة توصيلات) سيقوم البنك بإعطائي 40 دولارا عند دخول الشهر التالي، وهذا عرض تسويقي ناتج عن اتفاقية بين البنك وبين شركة التاكسي، بحيث تعطي شركة التاكسي البنك عمولة؛ لأني استخدمتها بسبب العرض التحفيزي الذي قدمه البنك لي، والبنك يعطيني جزءا من هذه العمولة لتحفيزي، وهذه العروض تتجدد كل فترة، ومنها تجتمع نقاط خطوط طيران (كالتي شرحتها آنفا) بدلا من النقود، فماحكم الانتفاع بهذه العروض؟ علما أنه كما قلت البطاقة مصرفية مغطاة، ولا يوجد دين. مع بالغ تحياتي وتقديري لكم ولموقعكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننبه ـ ابتداء ـ إلى أن فتح الحساب في البنك الربوي لا يجوز إلا لضرورة، أو حاجة قريبة منها، مع عدم وجود البديل الإسلامي، وبالنسبة للبطاقات المغطاة فيشترط لجواز التعامل توافر الضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 118438.

أما الهدايا التي يعطيها لك البنك فهي في الحقيقة مقابل المال الذي تضعه في حسابك لديهم، ومن ثم؛ فهي هدية من أجل القرض، وقد اختلف في حكمها، كما بينا في الفتوى رقم: 113639.

والراجح حرمتها، ما لم تكن جارية على وفق عادة بين المقرض والمقترض قبل حصول القرض، وهذا ـ بالطبع ـ غير وارد هنا، وقد سئل الدكتور محمد العصيمي -حفظه الله-: ما هو رأيكم في الحسابات الجارية والتي لم تربط بوديعة، إنما هي لحفظ المال لحين طلبه، ويعطي البنك عليها هدايا ومكافآت على حسب كثرة المال المودع لدى البنك، والرصيد متحرك من غير ربطه بوقت محدد، إنما على طلب العميل في أي وقت؟

فأجاب: الإيداع في البنك الربوي من غير ضرورة محرم، وتزداد الحرمة في حال كون البلد يوجد فيها بنك إسلامي، ولا يصح للمسلم قبول الهدايا من البنك الربوي على الحسابات الجارية، وهي من الربا، إلا على سبيل أن يأخذها ليتخلص منها إن كان مضطرا لفتح الحساب فيه كما أسلفت. اهـ.

وعليه؛ فالهدايا المذكورة لا يجوز تملكها، ولا الانتفاع بها.

أما عن سؤالك الثاني، فنرجو إعادة إرساله بشكل مستقل وفق النظام المتبع لدينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات