السؤال
هل يجب شكر النعم؟ وهل يجوز أن يشكر العبد الله حتى لا تزول النعم؟ أم يجب أن يكون الشكر لله وليس لشيء آخر؟.
هل يجب شكر النعم؟ وهل يجوز أن يشكر العبد الله حتى لا تزول النعم؟ أم يجب أن يكون الشكر لله وليس لشيء آخر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب شكر الله تعالى وحمده كما أمر، فقد قال عز وجل: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون {البقرة:152}.
وقال تعالى: أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير {لقمان:14}.
وجاء في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد المالكي: الحمد والشكر واجبان، وحكم الحمد الوجوب في العمر مرة بقصد أداء الواجب كالنطق بالشهادتين، ولو في حق المسلم الأصلي، وما زاد على المرة فمستحب. اهـ
وقال الخرشي المالكي: والظاهر مساواة الشكر للحمد في الوجوب. اهـ
ويجوز أن يشكر سبحانه وتعالى حفاظا على نعمه، وخوفا على زوالها، لأن رجاء رحمة الله والطمع في المزيد من نعمه والخوف من عذابه ونقمه لا يتنافى مع طاعته والإخلاص له سبحانه وتعالى، ونصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالترغيب في رحمة الله، وطلب المزيد من نعمه، والترهيب من عقابه وزوال نعمه، كما في قوله تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد {إبراهيم:7}. وقوله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا {الأعراف:56}.
وقد وصف سبحانه وتعالى أنبياءه وصفوته من خلقه الذين جعلهم قدوة عباده المؤمنين بقوله: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين {الأنبياء: 90}.
قال ابن كثير في التفسير: رغبا ـ فيما عندنا: ورهبا ـ مما عندنا.
ولا ينبغي أن يكون الدافع للشكر هو مجرد الخوف من زوال النعمة فقط، ولكن ينبغي أن يكون الباعث الأول على الشكر هو ما لله سبحانه من الجلال والعظمة والكمال، وما تفرد به سبحانه من صفات الألوهية والربوبية، ثم الرغبة في الحفاظ على نعمه وطلب الزيادة منها...
هذا؛ وننبه السائلة الكريمة إلى أن عليها الحذر من الوسوسة الحاملة على التنطع والغلو، فقد لاحظنا شيئا من ذلك في بعض أسئلتها، نسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياها.
والله أعلم.