حكم من ترك حقه بسبب كثرة مطالبته به وعدم الاستجابة له

0 112

السؤال

لدي راتب متأخر عند جهة حكومية كنت أعمل بها، ولم يتم صرفه، وكلما أذهب إليهم يتم تحويلي إلى جهة مختلفة، وكثيرا ما سمعت أن هذه الجهة الحكومية لا تعطي الموظفين حقهم إلا أن يستمر الموظف في مراجعتها... وقد تعبت وأحرجت، فهل إذا توقفت عن مراجعتهم وتوكلت على الله يعد هذا من عدم السعي المكروه؟ وهل لي أجر عند الله إذا لم يعطوني حقي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطالما كانت وسائل المطالبة متاحة ومجدية، فإن توقفك عنها يعد توقفا عن السعي، والتوكل الصحيح إنما يكون مع الأخذ بالأسباب المشروعة لا مع تركها اختيارا، إلا أن هذا لا يقتضي بالضرورة أن يكون توقفك عن المطالبة مكروها، بل ينبغي الموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة على استمرارك في المطالبة، وبرجحان المصلحة على المفسدة يترجح الاستمرار في المطالبة أو تركها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك السبب وترك السبب، فمن كان قادرا على السبب ولا يشغله عما هو أنفع له في دينه، فهو مأمور به، مع التوكل على الله، وهذا خير له من أن يأخذ من الناس ولو جاءه بغير سؤال وسبب مثل هذا عبادة لله، وهو مأمور أن يعبد الله ويتوكل عليه، فإن تسبب بغير نية صالحة أو لم يتوكل على الله، فهو مطيع في هذا وهذا، وهذه طريق الأنبياء والصحابة، وأما من كان من الفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، فهذا إما أن يكون عاجزا عن الكسب أو قادرا عليه بتفويت ما هو فيه أطوع لله من الكسب، ففعل ما هو فيه أطوع هو المشروع في حقه، وهذا يتنوع بتنوع أحوال الناس.

وانظري الفتويين رقم: 129079، ورقم: 74294، وإحالاتهما.

وإن كان عدم إعطائك الراتب راجعا إلى مماطلة تلك الجهة، فنرجو أن يعوضك الله عز وجل عن ذلك أجرا، لأنك حينئذ تكونين مظلومة، والمظلوم إن لم يعوض في الدنيا، فلابد له من العوض في الآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة