حكم القول بأن من نصح غيره بصلة رحمه فله أجر صلة الرحم

0 180

السؤال

أستسمحكم عذرا سلفا، في أن تكون رسالتي هذه، استكمالا لرسالتي الأولى.
بعد إنشائي لقناة تعليم باللغة الإنجليزية، كان لا بد من إنشاء قناة أخرى، أتمكن عبرها من مخاطبة الناطقين بالعربية أيضا؛ فقمت بذلك لتوفيق الله تعالى، وافتتحتها بإنزال مقطعين قصيرين أسميتهما (كيف تكسب الدولارات من القنوات؟ الجزء الأول، والثاني) ذكرت فيهما الأسباب الشرعية لكسب المال بشكل عام، ومن اليوتيوب بشكل خاص، وكيفت تلك الأسباب بكيفية تحتاج منكم إلى مراجعة، إبراء للذمة حول ما إذا كان ذلك التكييف سائغا أم لا؟! وذكرت في الجزء الثاني (4:00-4:35 د) أن من دل الآخرين على صلة الأرحام مثلا تكتب له صلة، ويزاد له في رزقه، باعتبار صلة الأرحام تزيد في الرزق، والدال على الخير كفاعله، وهكذا في بقية الأسباب.
فهل يستقيم هذا مع نص الحديث المذكور آنفا؟
وقد تكلمت في المقطعين المذكورين بلهجة قريبة من عقول وقلوب الشباب اليوم، فهي تروق لمعظمهم، وتؤثر فيه، وتحمله على الامتثال للنصيحة التي هي المقصد الرئيس من وراء رسالة الداعي، بصرف النظر عن لغتها. لكننا نحيل الأمر أولا وأخيرا إليكم -أنتم أهل العلم- كما أمرنا ربنا. فإن كان ما فعلته صوابا، فبتوفيق الله، فله الحمد. وإن لم يكن كذلك، عدلت عنه إلى ما هو خير.
بارك الله فيكم، وأثابكم ما تسرون به، على إسعاف المسلمين بما يقربهم من الجنة، ويزحزحهم عن النار.
هاكم روابط المواقع الآنفة الذكر إن رأيتم ضرورة الاطلاع عليها:
-رابط الجزء الأول: https://youtu.be/FB7r1iRpJ6Y
رابط الجزء الثاني: https://youtu.be/HdIRkJoCdMc

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فزادك الله على الخير حرصا، ووفقك لما يحب ويرضى.
وأما بخصوص النص على أن (من دل الآخرين على صلة الأرحام تكتب له صلة، ويزاد له في رزقه، باعتبار صلة الأرحام تزيد في الرزق، والدال على الخير كفاعله). فلم نجد من أهل العلم من نص على هذا المعنى! والأمر وإن كان محتملا، إلا أن النص عليه يحتاج أثارة من علم السابقين؛ خشية الخطأ، والتقول على الشرع.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام. اهـ.
هذا، مع العلم بأن المثلية بين فاعل الخير، والدال عليه، لا تعني المساواة بينهما في قدر الأجر، وثواب الآخرة، فضلا عن آثاره ومنافعه في الدنيا.

  قال النووي في شرح مسلم: المراد بمثل أجر فاعله، أن له ثوابا بذلك الفعل، كما أن لفاعله ثوابا، ولا يلزم أن يكون قدر ثوابهما سواء. اهـ.
وقال ابن الجوزي في (كشف المشكل): قوله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير، فله مثل أجر فاعله" فيه إشكال، وهو أن يقال: الدلالة كلمة تقال، وفعل الخير إخراج مال محبوب، فكيف يتساوى الأجران؟

فالجواب: أن المثلية واقعة في الأجر، فالتقدير: لهذا أجر، كما أن لهذا أجرا، وإن تفاوت الأجران. ومثل هذا قوله: "من سن سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها" وقوله: "الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به، أحد المتصدقين" وقوله: "من جهز غازيا، فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير، فقد غزا". اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 319507، 221857.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة