0 136

السؤال

أنا فتاة بالغة وأريد الزواج من شاب، وكل منا في بلد، لأحلل لنفسي علاقتي به، وخصوصا أنه يشاهد جسمي وأشاهد جسمه، ونريد تحليل ذلك وطريقة زواجنا أن نفتح فيديو بحضور مأذون شرعي ونعلن الإيجاب والقبول، ولكن لا يوجد مأذون يوافق على هذا الشيء، ولذلك قررنا أن نتزوج زواجا عرفيا، وسيكون من دون جماع... وتكون بينا علاقة على النت، فما هي الشروط التي نعملها لهذا الزواج؟ وهل لا بد من شهود في حالتنا؟ مع أنني لا أستطيع الابتعاد عنه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد

فيجب عليكما أولا المبادرة للتوبة من هذه العلاقة الآثمة، إذ لا يجوز شرعا للمرأة أن تكون على علاقة برجل أجنبي عنها، فإن هذا ذريعة إلى الفساد، وفتح لأبواب الشيطان إلى الفتنة ووقوع الفواحش، وإمارات ذلك واضحة فيما ذكرت من التصرفات التي حدثت بينكما، ومن ذلك رؤية كل منكما لجسد الآخر، ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين رقم: 12928، ورقم: 5450.

ولا سبيل لأن يحل كل منكما للآخر إلا بالزواج الصحيح، وهو الذي توفرت فيه شرائط الصحة، ومن أهمها: صيغة الإيجاب والقبول، وإذن الولي، وحضور الشهود، وانظري الفتوى رقم: 1766.

فإن تم الزواج وفقا لهذه الشروط كان زواجا صحيحا، وأما أن يتم الاتفاق بينكما على أنه زوج لك وأنك زوجة له، فليس هذا بزواج، ولا يترتب عليه آثار الزواج الصحيح بحيث يحل له منك ما يحل للزوج من زوجته، وانظري الفتوى رقم: 5962.

فإن تم الزواج على الوجه المشروع فذاك، وإلا فنؤكد على ما ذكرناه أولا من وجوب قطع هذه العلاقة إن أردتما السلامة، وقولك بعدم استطاعة الابتعاد عنه هو من تسويل الشيطان ليبرر لك هذه العلاقة، ولو أنك نظرت للأمر بتعقل لاقتضى ذلك وجوب ابتعادك عنه عقلا قبل أن يكون شرعا، فإن هذه التصرفات قد تقود إلى تدنيس العرض وإساءة السمعة، ثم إننا ومن خلال ما يمر علينا من أسئلة كثيرة تبين لنا أن كثيرا من حالات الزواج التي تتم من خلال التعارف عبر النت يكون مصيرها الفشل، ولذلك أسبابه، ومنها عدم ثقة كل من الزوجين في الآخر بعد رؤيته الآخر على معصية معه، إضافة إلى ما قد يكون من تصنع كل منهما أمام الآخر فيظهر اللطف ولين الجانب، وبعد تمام الزواج ينكشف الغطاء وتبين الحقيقة، ويحصل ما يستوجب الندم، ولات حين مندم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة