السؤال
تزوجت واكتشفت أن زوجي يدخن، ويستعمل شيئا أعتقد أنه الحشيش، مع العلم أنه قبل الزواج قال لي إنه ابتعد عن هذه الأشياء، فحاولت معه، لكنه أصبح مدمنا على ذلك، مع العلم أن معاملته معي جد جيدة، ولا يدخن أمامي، كما أنه قبل الزواج كان لا يصلي والآن ـ والحمد لله ـ بدأ يصلي ويحرص على أدائها في وقتها، فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان زوجك على ما ذكرت من أنه كان لا يصلي، فلا يستغرب منه أن يفعل هذه المنكرات من تعاطي الدخان والحشيشة ـ إن ثبت ذلك عنه ـ إذ لا يجوز أخذه بالظن في أمر لم يثبت عنه، فالأصل سلامته منه حتى يتبين أنه يفعله قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم{الحجرات:12}.
وللمزيد فيما يتعلق بحكم الدخان والحشيشة نرجو مطالعة الفتويين رقم: 1671، ورقم: 17651.
وإذا تاب من ترك الصلاة، وأصبح حريصا على المحافظة عليها في وقتها، فالمرجو ـ إن شاء الله ـ أن يكون ذلك سببا في مفارقته تلك المنكرات وتوبته إلى الله منها، والدليل قوله عز وجل: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون {العنكبوت:45}.
وإذا انضم إلى ذلك حسن تعامله معك، اقتضى الأمر أن تصبري عليه، وتكثري من الدعاء له بخير، فالدعاء سلاح المؤمن ليحقق به مبتغاه، والرب الكريم يجيب دعاء من دعاه، ولا يخيب سعي من رجاه، فهو القائل: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
وراجعي آداب وشروط الدعاء وأسباب إجابته في الفتوى رقم: 119608.
وننبه إلى أنه لا ينبغي التساهل في أمر اختيار الأزواج، فلا يزوج الرجل موليته إلا الكفء، وهو صاحب الدين والخلق. وتراجع الفتويان رقم: 110619، ورقم: 2346.
ويمكن التواصل مع قسم الاستشارات في الموقع، نسأل الله أن يلهم زوجك رشده، وأن يقيه شر نفسه وسوء عمله، إنه جواد كريم.
والله أعلم.