السؤال
سني 23، كنت أمارس العادة السرية ـ والحمد لله ـ توقفت عنها منذ شهر تقريبا، ويستمر خروج البول بعد التبول مدة قد تصل إلى 10 دقائق أو 15 دقيقة على هيئة نقط صغيرة جدا، ونظرا لأن ذلك يشق علي لا أنتظر الانتهاء، وعند الوضوء أقوم بتغيير ملابسي الداخلية وبغسل العضو والخصية وما حولهما من الفخذ، وهذا سبب لي الإصابة بالصدفية القشرية، وفطريات في مكان الغسل بالماء، وأقوم بذلك أيضا مع المذي، علما بأنني كثير المذي، وأفعل ذلك قبل كل صلاة، وهذا يشق علي كثيرا، ولا أستطيع الصلاة في المسجد بسبب ذلك، وبسبب الحرص الزائد على الطهارة، فهل ما أقوم به صحيح؟ وهل يمكن عدم غسل ما حول المنطقة التناسلية حتى ولو كانت قد تعرضت لشيء من البول أو المذي بسبب الملابس؟ وهل هناك طريقة أخرى أبسط للطهارة؟ وهل يمكن الاكتفاء بغسل المنطقة التناسلية فقط دون الملابس الداخلية؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نهنئك على الابتعاد عن العادة السرية, ونسأل الله تعالى أن يوفقك لتركها نهائيا, وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن, والظاهر أنك لا تخلو من الوسوسة, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك أنفع علاج لها.
وإذا كان الحال على ما ذكرت من كون البول ينقطع بعد 10 دقائق, أو نحوها, فانتظر انقطاعه حتى يتم الاستبراء، وحتى تتجنب تلطخ ثوبك بالنجاسة, فقد قال بعض أهل العلم بحرمة ذلك, كما سبق في الفتوى رقم: 51944.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 55332. كيفية التعامل مع قطرات البول التي تبقي بعده.
وعلى افتراض أن نجاسة البول, أوالمذي قد أصابت ثوبك, أوبعض بدنك, فلا يلزمك إلا غسل الموضع الذي تحققت من وجود النجاسة فيه, ولا يلزمك غسل الموضع المشكوك في تنجسه، لأن الأصل طهارته, ولا يحكم بنجاسة شيء إلا بيقين, جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فلا يجزم على بقعة بعينها أنها نجسة، إن لم يعلم حصول النجاسة فيها. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: طهارة البدن والثوب والمكان شرط لصحة الصلاة، وإذا أصابت النجاسة شيئا من ذلك وجب إزالتها بغسل الجزء الذي أصابته النجاسة. انتهى.
وبناء على ما سبق, فما كنت تفعله من غسل الذكر وما حوله من الفخذ غير صواب, وهو من تأثير الوسوسة, وقد أوقعك في حرج شديد, وضرر عظيم، فابتعد عنه مستقبلا, واقتصرعلى غسل ما تحققت من وصول النجاسة إليه, واحذر من تتبع الوساوس, فإنها خطر كبير.
والله أعلم.