السؤال
رأينا امرأة في الشارع، فأخافتني أنا وأخي، فظننتها تعمل أشياء كالسحر، حيث ظلت تنفض يديها تجاهنا ونحن لم نحادثها، فقال لي أخي بعد العودة إلى المنزل: إنه خائف، وحتى بعد قراءته الأذكار، فقلت له: إن ذلك من ضعف التوكل على الله، فأحسست أنني قد قلت بغير علم، فهل أصبت أم أخطأت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يكن ينبغي لكم أن تسيئوا الظن بهذه المرأة، فإن الأصل براءتها من عمل السحر، ونحوه، فليس ثم ما يخيف أصلا، إلا أن توجد قرينة قوية على ذلك.
وأما ما ذكرته لأخيك من أن خوفه ناشئ عن ضعف التوكل، فليس هذا خطأ، ولا قولا بغير علم، بل هو صحيح مطابق لما دلت عليه النصوص، فإن العبد كلما قوي توكله على الله تعالى، وعظمت ثقته به لم يخف غيره، ولم يرج سواه، وصار كل ما يتهدده من الشر متلاشيا إذا هو استحضر قدرة الله تعالى، وكفايته لعبده المتوكل عليه، كما قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم {آل عمران: 173ـ 174}.
والله أعلم.