إنكار المنكر ليس من التدخل فيما لا يعني

0 113

السؤال

أسألكم بالله العظيم أن تخبروني هل فعلت الصواب أم لا؟
لقد حصلت معي مشكلة، والكل لامني، ولكني لم أقتنع.
المشكلة: أن إمام المسجد عندنا معروف بسوء الخلق، وبعض الصفحات على الفيس بوك تكلمت عنه، ووصفته بأنه متهور، يحب الظهور دائما، صوته عال.
منذ فترة نشر منشورا على الفيس بوك بأن النساء عندنا في المخيم يجلسن مع جيرانهن بدون خمار، وينشرن الغسيل بدون خمار، ويجلسن مع أقارب زوجه بدون خمار. وعندما يذهبن إلى المدرسة، يضعن الخمار في الحقيبة، وقال: هل المدرسون والطلاب من المحارم؟! بلهجة مستهزئ. فقمت بالتعليق على منشوره، وقلت له: إن زوجتك تقوم، بل تكنيس أمام المنزل بدون خمار، وتواجه خدام المسجد بدون خمار، الذين تتراوح أعمارهم بين 11و16 وقلت له: لدي الكثير أيضا، وقلت: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
فإما أن تعظ الناس بالحسنى، أو لا تعظهم.
فهل فعلت الصواب أم لا؛ لأني لم أسكت، وقلت كلمة الحق، وهو قام بإبلاغ أهلي، وقال سوف أشتكي لإدارة المخيم، وقام أخي الأكبر بضربي، وقال في نهاية كلامه مستهزئا: الخمار للأجانب فقط؟!.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالذي فعلته ليس صوابا، فإن الظاهر أن الرجل لم يفعل منكرا، ولم يقل باطلا حتى تنكر عليه، وتجهر بما قلت -إن كان حقا- بل الظاهر أنه أراد إنكار المنكر الظاهر في مجتمعه، وإصلاح ما ظهر من الفساد، وليس هذا الإنكار من التدخل فيما لا يعنيه، بل هذا واجب على كل قادر بشروطه، فلم يكن لك أن تنكر عليه نصحه للناس، وتعيره بوقوع زوجته في المخالفة، لكن كان عليك أن تناصحه في ذلك سرا بقصد الإصلاح لا بقصد التعيير، وراجع الفتوى رقم: 96470

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة