فضل الاستغفار وشروطه

0 109

السؤال

أستغفر في اليوم ما يقارب 100 مرة، دائما، واستغفاري ليغفر الله ذنوبي، ويرضى عني، ولكن عندما أستغفر، تراودني شكوك بأن استغفاري خاطئ؛ فأبدأ أتكاسل وتضعف همتي؛ لأن هناك من يقول إنه يجب أن يكون الاستغفار من قلبك، وأنا لم أفهم هذا الشيء.
كيف يكون من قلبي؟ هل يجب أن أجدد النية مع كل كلمة: أستغفر الله؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فالاستغفار قربة من أعظم القرب، وعبادة جليلة، فلا ينبغي أن تكسلي عنه، أو تفرطي فيه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، والاستغفار مجلبة للخيرات، ومدفعة للشرور والآفات؛ كما قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا {نوح:10-12}. ثم إن الاستغفار الكامل هو ما واطأ فيه القلب اللسان، وتاب صاحبه توبة نصوحا من جميع ذنوبه وخطاياه، فهذا التائب تغفر ذنوبه ولا بد، وأما مجرد سؤال الله المغفرة باللسان مع عدم التوبة، فهو من جنس الدعاء، إن شاء الله أجابه، وإن شاء لم يجبه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 123668.

وكلما كان القلب حال الذكر ونحوه كالاستغفار أحضر، بأن يستحضر الشخص معاني ما يردده من الأذكار، فهو أكمل، وأدعى للقبول، وحصول الإجابة ورجاء الإثابة، فليجاهد العبد نفسه على حضور القلب، ولا يدع الذكر والاستغفار بدعوى أنه لا يحضر قلبه، فهذا من تلبيس الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات