السؤال
أرجو كرما منكم أن تحثوني على أسباب أفعلها لتجنب الحرام -والعياذ بالله- وأن الله سبحانه يرزقني الزوجة الصالحة إن شاء الله.
فأنا شخص لا أعلم بذل الأسباب لذلك, وهل إذا سعيت لها أو لم أسع سيحدث ماهو مقدر ومكتوب؟
لأني أجهل المستقبل ولدي قلق من المستقبل.
فكيف نعرف رزقنا في المستقبل والخوف من حدوث موانع لا قدر الله من الرزق وغير ذلك ؟؟
أو بإمكاني أقول الخوف من عدم تحقق الرزق أو الخوف من ابتلاء وماشابه ذلك ؟
ونسأل الله الهداية والتوفيق
يعطيكم العافية وشكرا مقدما.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه أما بعد :
فالأرزاق بيد الله جل جلاله كما قال تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها {سورة هود: 6} وقد قسمت وفرغ منها، وكتبت في اللوح المحفوظ، قال تعالى: نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا {الزخرف: 32} وفي الحديث الصحيح في نفخ روح الجنين في بطن أمه: ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد. فلا داعي للقلق والخوف من الرزق أو المستقبل.
وقد بينا في الفتوى رقم: 225970 أنواع الرزق وكيفية الحصول عليه، وذكرنا فيها أن الرزق نوعان: رزق يطلب العبد، ورزق يطلبه العبد، وما فيها يغني عن التكرار هنا.
وأما هل إذا سعيت أو لم تسع سيحدث ما هو مقدر لك؟ فجوابه نعم، ولن يحدث لك إلا ما قدره الله تعالى، حتى سعيك أو عدم سعيك هو ذاته مقدر من الله تعالى، ولا يمكنك أخي السائل أن تعرف ما قدره الله لك في المستقبل من الرزق أو غيره؛ لأن هذا من الغيب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يعلم ما في غد إلا الله. رواه البخاري، فانفض عنك غبار الخوف والقلق والكسل، واجتهد في بذل الأسباب التي تنال بها ما كتبه الله لك، واجعل نصب عينيك قوله تعالى: فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور {سورة الملك: 15} وانظر الفتوى رقم: 181171 بعنوان " هل يعتمد العبد على أن الرزق مكتوب ويترك الأخذ بالأسباب "
والله تعالى أعلم.