السؤال
هل ادخار المال في البنوك الإسلامية حلال؟
حيث سمعنا فتاوى عدة بأنها لا تختلف عن البنوك الربوية، وكلها فوائدها حرام.
وأنا من مصر، فهلا أخبرتمونا ببنوك تتعامل معاملات إسلامية صحيحة؛ حيث إن والدي كلاهما وصل سن المعاش، ولا يجيدان التجارة وما إلى ذلك. فما السبيل إلى التكسب الحلال؟
علما بأني قد قرأت على موقعكم هنا بجواز التعامل مع بنك أبوظبي الإسلامي.
وماذا نصنع فيما حصلناه من أموال حيث كنا نعمل برأي دار الإفتاء المصرية بجواز الاستفادة من هذه الفوائد البنكية؟ وماذا نصنع بالأجهزة المنزلية المشتراة بهذه الأموال؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقكم، وأن يغدق عليكم من واسع رزقه.
وأما عن البنوك الإسلامية: فاعلم أن العبرة بالحقائق، وليست العبرة بالأسماء والشعارات، فكون البنك مسمى إسلاميا لا يقتضي أن كل معاملاته جائزة شرعا، بل قد يقع من بعض البنوك الإسلامية ما يخالف الشرع، إما اجتهادا وتأولا، وإما احتيالا ومخاتلة للشرع، فلا يمكننا إطلاق القول بأن كل بنك سمي إسلاميا أنه كذلك.
والذي ينبغي أن يسأل الشخص من يثق بعلمه ودينه وخبرته من أهل بلده عن البنوك الموثوقة المتقيدة بالضوابط الشرعية في معاملاتها، وأحسن من ذلك أن يسأل عن المعاملة المعينة التي يود الدخول عليها، أو أن يبحث عن بنك له هيئة شرعية من العلماء الثقات أصحاب العلم والديانة الصادقة، فإن وجد ذلك فله أن يتعامل مع البنك حينئذ تقليدا لتلك الهيئة -ما لم يتبين له أن فيها مخالفة للشرع - ويرجى أن تبرأ ذمته بذلك إن شاء الله.
وانظر المزيد حول البنوك الإسلامية في الفتوى رقم: 147045، والفتوى رقم: 172981 .
وسمينا بعض البنوك الإسلامية في بلدك ، وذلك في الفتوى رقم: 256888.
وقد سبق أن بينا شيئا من الفروق بين البنوك الإسلامية والبنوك الربوية، والبدائل الشرعية للقروض الربوية، وذلك في الفتوى رقم: 8114، والفتوى رقم: 65645 .
وأما ما سلف من الفوائد البنكية التي أخذتموها بناء على فتوى بعض العلماء: فلا حرج عليكم في ذلك، وليس في ذمتكم شيء إن شاء الله، ولا يجب عليكم التخلص من الأجهزة ولا من قيمتها، قال ابن عثيمين: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئا، وقد قال الله تعالى: فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله {البقرة:275} أما إذا كان عالما، فإنه يتخلص من الربا بالصدقة به، تخلصا منه، أو ببناء مساجد، أو إصلاح طرق، أو ما أشبه ذلك. اهـ. من اللقاء الشهري.
والله أعلم.