السؤال
زوجي -هداه الله- عاملني منذ بداية زواجنا معاملة قاسية مهينة بلا رحمة، فقد كنت أتحمل مسؤولية بيتي وأولادي، وجزءا كبيرا من عمله، بنسبة 80 بالمائة، ولم أشعر يوما أني متزوجة، مع مرور السنين لم أكرهه؛ لأني لا أعرف الكره، ولكني لم أعد قادرة على تحمله، ولم أعد أطيقه، ولكن بقيت معاملتي له بالحسنى، وصحتي تتدهور؛ بسبب الرعب، والخوف، وقلة الأمان معه، مع العلم أنه في سفر دائم، ويمر من عندنا مرور الكرام، ولا أطلب منه اليوم إلا أن يطلق سبيلي؛ لأربي أولادي في أمان، مع العلم أن معاملته لي جعلتني أهرب من فراش الزوجية، رغم أني كنت أحاول، لكنه حتى في هذه الناحية مهين لأقصى درجة، فكيف لي مشاركته الفراش، وأنا أكره، وأحتقر، وأتقزز من ممارسة الجنس؟ أشكركم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك، ويجزيك على تحمل ما تلاقيه من سوء معاملة زوجك.
وقبل أن نجيب عن سؤالك، ننصحك باتخاذ أمور، لعلها تساعد على تغيير حال زوجك معك إلى الأحسن، من جملتها:
1- مجانبة المسائل التي تثير غضبه، وسخطه.
2- الصبر على أذاه، ومقابلة ذلك بالإحسان.
3- الاستعانة بمن له تأثير عليه من أهله، أو أصدقائه.
4- إظهار البشر، والسرور في وجهه، والتحمل له.
فإذا أفادت هذه المسائل، فالحمد لله.
وإن أصر زوجك على أخلاقه، ولم يعد بإمكانك الصبر، والتحمل، فلا مانع شرعا من أن تطلبي منه الطلاق، أو تخالعيه بجزء من المال، مقابل أن يطلقك، وإن كان هذا من أقسى الحلول.
أما بخصوص ما سألت عنه من قبول طلب زوجك للمضاجعة ظاهرا، وسخطك لذلك في الباطن، فليس فيه إثم، ما دام أنك تقومين بحقوق الزوجية على الوجه المطلوب في ذلك.
وننبهك إلى أنه تجب عليك التوبة إلى الله تعالى من المرات التي امتنعت فيها عن فراش الزوجية؛ وذلك لما في الصحيحين، واللفظ للبخاري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح.
والله أعلم.