السؤال
قبل عدة سنوات بدأت معي بعض المشاكل، منها: أني كنت كثيرا ما أشعر وأنا أصلي، أني قد خرجت من الصلاة، ومن غير سبب واضح بالنسبة لي؛ فأقوم بقطع الصلاة، ويتكرر معي هذا كثيرا، وربما في كل صلاة يحدث معي هذا، ولا أستطيع منع نفسي من قطع صلاتي، حتى إنه قد يضيع من الزمن نصف ساعة، أو ما يقرب من الساعة حتى أؤدي صلاة واحدة، فأصبحت دوما أخشى الصلاة، وأحمل لها هما كبيرا.
وأيضا من المشاكل التي بدأت معي، أنه أصبح يدور في رأسي كلام سيئ عن الله يصعب أن يقال، فذهبت إلى أحد الشيوخ الأفاضل، وأوصاني حينها بقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة في اليوم، وكذلك بقراءة آية الكرسي.
التزمت بما أوصاني به حينها (رغم أني وجدت في ذلك مشقة)، فتركت قطع صلاتي، وكذلك لم أعد أعبأ بما يدور في رأسي.
شغلتني الدنيا بالعمل والدراسة، وبالمفيد وغير المفيد عن مواصلة الالتزام بما أوصاني به الشيخ؛ فأصبح حالي سيئا للغاية، فبالرغم من أني توقفت عن قطع صلاتي (إلا ما ندر) إلا أن ما كان يدور في رأسي من كلام سيئ، أصبح يتردد علي أكثر من السابق، وعلى نحو أسوأ، رجعت للعمل بالوصية، لكن لم تتحسن أحوالي.
مثلا أنا أكره حياتي، ولا أريد العيش في هذه الدنيا، فعندما أشعر بالضيق من نفسي، أو من غيرى (وهذا ما يحدث كثيرا) أفكر في التخلص من حياتي، ولكن هذا لا يتعدى كونه مجرد فكرة تتردد علي كثيرا، ولكن غير قابلة للتنفيذ؛ لأني أعلم تماما أني إن فعلت أكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، فأظل حبيسة دنياي، لا أريد العيش فيها، ولا أستطيع مغادرتها، وأقسم أنه لو كانت الحياة هي فقط هذه الحياة الدنيا، لكنت تركتها منذ زمن بعيد.
أصبحت دائمة السؤال لربي: لماذا أتيت بي رب إلى هذه الدنيا؟ أتيت بي لعبادتك وأنت لا تحتاجها؟ فلماذا؟ ليتك لم تأت بي، لو كان الأمر بيدي لما أتيت إلى هذه الدنيا، هل هذا هو الحق، وأنك قد خلقت الخلق حتى تتبين لهم حكمتك وعدلك، وباقي صفاتك الكريمة التي ما كانت لتبين إلا بخلقهم؟ هل بيان هذه الصفات هو مقتصرا علي؟ أما كانت هذه الصفات لتبين لو لم تخلقني؟ إن سرت على الصراط المستقيم لكسبت، وإن لم افعل لخسرت، وأنت في الحالتين لا تستفيد شيئا، وإنما قد أخسر أنا، فلم يكن لذلك داع من البداية.
وإن كان ما يقابل الصبر على هذه الدنيا هو جزاء عظيم، فأنا لا أريد هذه الدنيا مهما كان هذا الجزاء، وليتك لم تأتي بي، وأظل أردد أن كل ما يحدث لي من سوء، يحدث بإرادتك. ولماذا يقال: إن بيدك الخير طالما أن بيدك الشر أيضا، وكأنني بذلك أقدح فيه، وفي حكمته وعدله ورحمته، ويظل يدور في رأسي كلام لا يمكن أن يكتب حتى.
وبما أني أدرك تماما أن الخلل في، وتعالى الله عن كل هذا علوا كبيرا، أصبحت كأني شخصين في شخص واحد، وأصبحت أقول لربي: اصبر علي؛ فإنك تعلم أني أرجع إليك دائما بعد بعدي، ولا تأخذ روحي إلا عندما تكون راضيا عني. ورغم أني كثيرا ما كنت أقول إن هذا ما هو إلا وسوسة من الشيطان، إلا أني أصبحت أرى أن هذا من نفسي، وأصبحت كثيرة الشك في ديني، بل وكثيرا ما أظن أني قد كفرت تماما.
أصبح بداخلي وعلى الدوام، إحساس سيئ تجاه ربي، وكذلك فقدت إحساس حبي للصلاة، فأصبح كثيرا ما ينتابني إحساس بالضيق الشديد وأنا أصلي، فأقوم بأدائها وأنا لها كارهة، وكذلك كثيرا ما يصبح الذكر صعبا علي، وظني أن كل هذا بسبب التناقض والتضارب الذي في رأسي، ورغم أني أصبحت ألحن كثيرا في تلاوة القرآن الكريم (بغير قصد مني) وأجد مشقة في تلاوته (مع العلم بأني كنت أقرأ بشكل جيد سابقا) إلا أني والحمد لله أطمئن لسماعه.
أصبحت أحلامي (على قلتها) هي غالبا عن جني في صورة إنسان أو حيوان يتبعني، أو يكون معنا في المنزل، أو شيئا سيئا يحدث لي أو لشخص أحبه.
أصبح يتملكني إحساس بالكره أو الكره الشديد للكثيرين ممن هم حولي، وعندما أغضب من بعضهم يكون غضبي شديدا، ويستمر فترة طويلة وكثيرا ما صحبه ضرب، أو كسر شيء حتى ولو تسبب هذا في أذيتي لنفسي، غضبي هذا لا يزول لا باستعاذة، ولا بوضوء أو صلاة.
أنا قد أرهقت تماما، ولا أعرف كيف أتخلص مما أنا فيه، أصبت بارتفاع في ضغط الدم، وأصبحت كثيرة البكاء ورأسي يؤلمني بسببه، أريد الصراخ ولا أفعل، وأشعر أني قد أفقد عقلي يوما ما، لا أعلم ما أفعل في نفسي، أشعر أنه ليست في فائدة، أريد أن أرضى عن ربي، وعن حياتي وأن أرضي ربي، ولا أعلم كيف أفعل، كلما أردت قربا ازددت بعدا، أعلم أن ربي حميد مجيد، ولكني لا أعلم كيف أمنع نفسي من التفكير فيه بشكل سيئ.
(أطلت، فأعتذر عن الإطالة، وسأكمل في السؤال الذي سيرسل لاحقا من هذا الإيميل إن كنتم تقبلون، وإلا فلا داعي للنظر للسؤال الذي سيرسل لاحقا)