كيف تتعامل مع زوجها الذي لا يهتم بها ويهددها بالطلاق

0 122

السؤال

أختكم في الله، عمري20 سنة، متزوجة منذ 3 سنوات، ولله الحمد. أعيش في بلد نساؤه متبرجات، يخرجن بزينتهن الكاملة كأنما تقلن: هيت لك.
بت أخشى على زوجي أن يفتتن بهن، وأنا -ولله الحمد- لست من صاحبات الجمال الفتان، أسأل الله أن يعوضني في الآخرة. وظروفنا المادية صعبة لله وحده المشتكى، لا أستطيع شراء الملابس، ولا مساحيق التجميل، ولا حتى قارورة عطر. زوجي تغير معي، أصبح سيئ الخلق، لا يهتم بي، ولا يبدي إعجابا بي إلا ما ندر، ويهددني أحيانا بالطلاق. أصبح همي الشاغل كيف أحصل المال لأتزين له، لكن لا أستطيع العمل في هذا البلد؛ لأنني أرتدي الحجاب الشرعي الكامل. كرهت الخروج للشارع لكيلا أرى تزينهن، فأتقطع تحسرا. لم تعد لدي ثقة بنفسي أبدا، وأصبحت في حالة اكتئاب، أخشى أن أهلك من عظم كربي. كثرة التفكير في تحصيل المال تلهيني عن طاعة الله، وذكره، بت أخشى على نفسي الافتتان بالدنيا.
أرجو منكم الدعاء لي بسعة الرزق، وأن تدلوني كيف أحقق في نفسي الرضا والقناعة والصبر؟ وهل هناك مجال مباح للعمل على النت؟ عسى أن تكونوا بفضل الله سببا في أن تبتسم لي الحياة. وأسأل الله أن يجزيكم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل المولى العلي القدير أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويفتح لك أبواب رزقه، ونسأله سبحانه أن يجزيك خيرا على التزامك بالحجاب الشرعي، زادك هدى، وتقى وعفافا، وأصلح لك زوجك، ورزقكما المودة والألفة إنه جواد كريم.

 ووصيتنا لك في البداية أن تهوني على نفسك، ولا تحمليها ما لا تحتمل، فعاقبة الصبر خير كثير بإذن الله عز وجل، وراجعي في فضائله الفتوى رقم: 18103.

 وأكثري من ذكر الله؛ فبذكره تهدأ النفس، ويرتاح البال، قال الله سبحانه: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.

واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم كلما انتابتك هذه الخواطر، فالشيطان حريص على أن يدخل الحزن على نفوس المؤمنين، وينكد عليهم حياتهم، قال الله تعالى: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون {المجادلة:10}.

 والزوج مأمور شرعا بأن يحسن عشرة زوجته، ومنهي عن أن يجعل الجوانب السلبية في زوجته -إن وجدت- سببا لغض الطرف عن كثير من الجوانب الإيجابية التي تتحلى بها، ولذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضى منها آخر.

 قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: ينبغي أن لا يبغضها؛ لأنه إن وجد فيها خلقا يكره، وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق، لكنها دينة، أو جميلة أو عفيفة، أو رفيقة به أو نحو ذلك... اهـ.

 وعلى كل حال، فإن كان زوجك كما ذكرت يعاملك بخلق سيئ، ولا يبدي إعجابا بك، ويهددك بالطلاق؛ فهو مخالف لهذه الآداب الشرعية.

ومما يجدر التنبيه عليه أنه قد لا يكون السبب الدافع له لذلك، مقارنته بينك وبين النساء المتبرجات المتزينات، وعلى فرض أن هذا هو السبب، فوسائل الزينة أبوابها واسعة، فليست محصورة في الكريمات والمساحيق والتي قد تضر أحيانا، كما هو واقع ومشاهد، فالماء من أطيب الطيب، والحناء من أزين الزينة، وكذلك الكحل ونحوه، وهذه أشياء قد يسهل الحصول عليها.

 وهذا لا يعني أننا نمنعك من استعمال ما لا يضر من الكريمات والمساحيق إن تيسر وجودها.

 ونرشدك هنا إلى أن تطلبي من زوجك أن يعينك في شراء بعض أدوات الزينة، وقد نص بعض الفقهاء على أنه يجب للمرأة على زوجها الزينة التي تتضرر بتركها كالحناء، والكحل ونحو ذلك، ومنهم من اعتبر عرف البلد في مثل هذا. وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 131992، ورقم: 344974.

 وأما العمل، فلا شك في أن المرأة لها أن تعمل وفقا للضوابط الشرعية، وإن وجدت عملا وأنت في بيتك، فهذا أفضل وأطيب سواء من خلال الانترنت أم غيره، ولعلك إذا استتشرت بعض أخواتك الثقات، أشرن عليك بالخير في هذا، وأعنك عليه.

ولا تنسي أن تكثري من الدعاء في كل أمورك، وأن تسأليه سبحانه لزوجك الصلاح والتوفيق للرشد والصواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى