السؤال
زوجي يعمل في الديار الأوروبية؛ مما يجعل إقامة الصلاة في أوقاتها أمرا مستحيلا حسب طبيعة عمله؛ مما يجعله يتكاسل عن الصلاة، وأحيانا كثيرة لا يصلي، ولم أستطع أن أقنعه بالصلاة في المكتب؛ لأن ذلك ممنوع، ولا يمكن له مغادرة المكتب قبل الساعة السادسة مساء، فماذا أفعل؛ فأنا لست راضية عن وضعه هذا؟ أرجو أن تفيدوني بطريقة كي يتمكن من الصلاة في هذه الظروف، وهو يغادر المنزل قبل موعد الفجر؛ لأن مكان عمله بعيد جدا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالعمل في أوروبا لا يجعل إقامة الصلاة في أوقاتها عملا مستحيلا -كما زعمت-، وملايين المسلمين يعملون هناك، ويحافظون على الصلاة في أوقاتها، والمشكلة في التكاسل، وليس في العمل في أوروبا.
فعلى زوجك أن يتقي الله تعالى، ويجعل الصلاة على رأس قائمة الأولويات، وليس في ذيلها، وإذا كان صاحب العمل يمنعه فعلا من الصلاة، ولو في المكتب؛ فإنه يجب عليه أن يبحث عن عمل آخر، ولا يجوز له الاستمرار في ذلك العمل الذي يقطع صلته بربه، وقد قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:2، 3}، وقال تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق: 4}، وانظري الفتوى رقم: 38634 عن الإقامة بدار الكفر لمن لا يستطيع أن يقيم فيها دينه، والفتوى رقم: 279082، والفتوى رقم: 198311، والفتوى رقم: 144955، والفتوى رقم: 121378، والفتوى رقم: 103900 عن حكم العمل الذي يؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها، وأيضا الفتوى رقم: 10767، والفتوى رقم: 9495، وكذلك الفتوى رقم: 9812 وكلها حول تأخير الصلاة لأجل العمل.
والله تعالى أعلم.