السؤال
أحد المعارف من الطرق الصوفية يدعي أنه شيخ قام بالقراءة على حليب، ورش الحليب على أركان المنزل، وطلب منهم شرب جزء من الحليب، فهل هذا من عمل السحر والشعوذة، أم إنه يجوز رش الحليب؟
أحد المعارف من الطرق الصوفية يدعي أنه شيخ قام بالقراءة على حليب، ورش الحليب على أركان المنزل، وطلب منهم شرب جزء من الحليب، فهل هذا من عمل السحر والشعوذة، أم إنه يجوز رش الحليب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا بأس بقراءة الرقية الشرعية على الحليب وشربه، فقد قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد عند كلامه على الفاتحة: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع. اهـ
ويمكن القراءة على غير زمزم، كما روي عن الإمام أحمد أنه كان يقرأ على الماء، ويشرب منه.
وأما عن رش الحليب في المنزل، فلا نعلم ما يفيد من ناحية الشرع، أو العقل، أو التجربة كونه يحصل به نفع، أو دفع ضر، بل نخشى أن يكون من أفعال المشعوذين ، إضافة إلى أن فيه محظورا شرعيا، وهو إضاعة المال المنهي عنه، فقد جاء في الصحيحين مرفوعا: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
وقد قرر أهل العلم أنه لا يجوز للمسلم أن يجعل شيئا سببا لجلب نفع، أو دفع ضر، إلا ما ثبت شرعا أو حسا أنه كذلك، قال الشيخ صالح آل الشيخ: اعتقادات الناس في دفع العين لا حصر لها، والجامع لذلك أن كل شيء يفعله الناس بما يعتقدونه سببا، وليس هو بسبب شرعي، ولا قدري، فإنه لا يجوز اتخاذه. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين حين سئل في لقاءات الباب المفتوح: هل يجوز القراءة على الملح، ونفخه في أرجاء البيت؛ للاحتراز من الشياطين، وغيرهم؟
فأجاب: لا, هذا غير صحيح، قولهم: إنه إذا قرأ على الملح وذره في البيت، لا تقربه الشياطين، هذا خطأ، وليس بصحيح، ولا يجوز العمل به. اهـ.
والله أعلم.