حكم الصلاة خلف من تفوَّه بكلام قبيح

0 221

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
ما حكم الصلاة خلف إمام قال وهو يخاطب المأمومين أثناء درس: لولا مهنتي هذه لما صليت بكم ولما أخرج للتقاعد ربما لا أصلي إطلاقا لما أتذكر بعض المصلين ثم إن شاء غفر لي وإن شاء لم يغفر لي". وأنا شاب من الحاضرين لم يعجبني الأمر فخرجت من المسجد ولم أصل العشاء خلفه بل في الدار وذلك لاعتقادي أن قوله هذا يجعله كافرا.
أجيبوني عاجلا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالظاهر -والله أعلم- أن هذا الإمام قال ما قال من الكلام غضبا وتذمرا لما يعانيه من سوء المعاملة. فإن كان الأمر كذلك، فإنه لا يعد كافرا بهذا القول، مع أنه قول قبيح لا يليق مثله بمسلم، فأحرى بإمام مسجد. فقد روى الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد ومالك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. فعليه إذن أن يتوب إلى الله مما قال، ولا ينساق مع الشيطان في كل ما يحمله عليه، فإنه لا يدعو إلى خير أبدا. وإنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير[فاطر:6]. وإن كان الحامل عليه حقيقة هو الاستهزاء بأمر الدين، فإن ذلك حينئذ يكون كفرا مخرجا من الملة. قال تعالى: ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم[التوبة:65، 66]. ولكن هذا الاحتمال يبقى مرجوحا-كما تقدم- ولا يمكن الحكم عليه به إلا من إقراره هو أو بقرينة تؤكده. وعليه، فلا تجوز لك مقاطعة المسجد، لأن صلاة الجماعة واجبة على ما رجحه العلماء، وتاركها آثم. انظر الفتوى رقم: 1798. ثم هي: تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. كما في حديث الشيخين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة