الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وقوف المأموم بحذاء الإمام

السؤال

ما حكم تقديم شخص من الصف الأول قليلًا، بحيث يكون بين الإمام والصف الأول، وعلى يمين الإمام، وذلك أثناء صلاة التراويح؟ حيث تكون مهمته تصحيح أخطاء الإمام. كذلك، بعد كل أربع ركعات، يقوم المصلون بالتسبيح الجماعي بصيغة: "رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ"، ثم يقول الشخص الذي يقوم بالتبليغ: "صلّوا على رسول الله." فهل يُعدّ هذا من البدع؟ وإن كان كذلك، فهل أواصل الصلاة معهم، أم أصلي التراويح في البيت بعد أدائي لصلاة العشاء معهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان هذا الشخص يصلي بجوار الإمام بحيث يكون صفًّا معه، فصلاته صحيحة وإن كانت السنة -ما لم يضق المكان- أن يقف المأمومون كلهم خلف الإمام، وأن يتموا الصف الأول فالأول، لكن إن وقف أحدهم بجوار الإمام، فلا حرج في ذلك، فقد ثبتت صلاة أبي بكر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم حين ائتم به في آخر حياته الشريفة صلى الله عليه وسلم.

ثم إن أجر الصف الأول حاصل لمن خلف الإمام لا لمن بجانبه، وانظر الفتوى: 206524.

وأمَّا إن كان يقف بين المصلين وبين الإمام بحيث يكون صفًّا بمفرده، فهذا منهي عنه، بل صلاته باطلة عند الحنابلة؛ لأنه في معنى الفذ خلف الصف، فلا تصح صلاته.

وأمَّا تلك الطريقة في الذكر، فالتزامها وتشبيهها بالمسنون يصيِّرها من البدع الإضافية، وانظر الفتوى: 55065.

والذي ننصحك به هو: أن تناصحهم إن أمكن، وتطلب منهم الكف عن تلك المحدثات، فإن لم يمكن، أو لم يستجيبوا، فالذي نرى ألا تترك التراويح معهم، ولكن لا توافقهم على هذه المخالفات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني