ما أخسرها من صفقة رضيتِ بها

0 187

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حائرة لا أعرف من يجيب على أسئلتي سواكم أنا أعاني بسبب خطبتي لرجل لا أحبه لأنني أحب شخصا آخر وذلك الشخص أعرفه منذ 8 أشهر أخرج معه كل يوم تقريبا فماذا أفعل أنجدوني كي أتزوج حبيبي؟ علما بأنه لا يريد الزواج بي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما تشعرين به من الحيرة والاضطراب والهم والضيق، أمر غير مستغرب، لأنك من ثمانية أشهر تغدين وتروحين في معصية الله، ولا تشعرين بالإثم والذنب، وسؤالك فقط عن التخلص من الخاطب الذي لا تحبينه، وكان الواجب عليك أن تسألي عن هذه العلاقة الآثمة الفاجرة. والمعصية تورث الهم والذل والضعف والضيعة، مع ظلمة الوجه وسواد القلب، ولا خلاص من ذلك إلا بالتوبة الصادقة النصوح، فتوبي إلى الله، واقطعي هذه العلاقة الآثمة، واندمي على ما فات، واعزمي على عدم العود لذلك، وتذكري الموت والقبر والنار، فإنك عما قريب تموتين، فتذهب اللذات وتبقى الحسرات، واعلمي أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. واعلمي أيضا أن صديقك هذا لا يصلح زوجا لك، لفسقه وفجوره، مع عدم رغبته في الزواج بك كما قلت، فما أخسرها من صفقة رضيت بها، إثم ومعصية، مع رجل عاص فاجر، لا يريد الزواج منك!!. ولست أول المخدوعات ولا الساقطات، فكم من امرأة سارت خلف سراب الحب، ففقدت شرفها وعفتها، ثم تركها الذئب فريسة للهموم والأحزان؟!! وكم من فاجر صرح بأنه لا يرغب في الزواج من امرأة ترضى لنفسها الخروج والذهاب معه، لأنه لا يثق في شرفها وعفتها؟!!. واعلمي أن الفسق والفجور لا يقف عند الزنا الصريح، بل من الفسق والفجور تكرار النظر والاستماع واللمس والخلوة، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك زنا، في قوله: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. متفق عليه. وفي رواية مسلم: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. ولست ملزمة بالزواج من رجل لا ترغبين فيه، وبإمكانك فسخ خطبته، لكن نقول: راجعي نفسك، وتدبري في أمرك، فإن كان الخاطب ممن يرضى دينه وخلقه، فتمسكي به، ولا تفرطي فيه، وتخلصي من الوهم الباطل والخيال الفاسد والعلاقة المحرمة، واعلمي أن السعادة بيد الله تعالى يعطيها لمن أطاعه واتبع أمره ونهيه، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة