السؤال
ما حكم الخوف الشديد من الجن؟ مع العلم أن الشخص محافظ على الصلوات، فهو يخاف من الذهاب للجلوس في الغرفة المجاورة لغرفة أهله، وهل يعتبر شركا؟ مع العلم أني أظن أن الله وحده هو الضار النافع، ولكن تأتيني وساوس وهي: كيف تخاف خوفا شديدا، وأنت تعلم أن الله هو الضار وحده.
أرجو الإجابة بشكل مفهوم لوضعي. الرجاء عدم إحالتي لفتوى؛ لأني قرأت عدة فتاوى، ولم أجد الجواب الذي يريحني.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن خوفك مما يضرك، أو يؤذيك، لا يعد شركا؛ لأنك لا تقصد تعظيمه، أو تعتقد النفع والضر فيه لذاته، لكن عليك أن تجتهد في أن تتخلص من هذا الخوف الشديد، الذي يعتريك بأن تتحلى بالشجاعة، والثقة بالله تعالى، والتوكل عليه، وإزالة أوهام الخوف عنك، ومدافعة الوساوس في هذا الباب، والتضرع إلى الله، والتعوذ به من الجن، والعلم يقينا أنهم لا يملكون من دون الله ضرا ولا نفعا، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
وعليك بالمحافظة على الأذكار المأثورة في أوقاتها، مثل أذكار الصباح والمساء، وعند النوم، والإكثار من تلاوة القرآن عموما وسورة البقرة خصوصا،، وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة، وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة، ففي الإكثار من ذكر الله تعالى حماية من الشر؛ لما روى أحمد، والترمذي، وصححه الألباني من حديث الحارث الأشعري، وفيه: ... وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا؛ حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل. وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي.
والله أعلم.