التوبة تمسح أثر الذنب وتزيل الآثار النفسية واليأس

0 94

السؤال

وصلتني رسالة من إحدى الأخوات تقول فيها:
السلام عليكم ورحمة الله أريد أن أستفسر عن أمر، وأتمنى أن تكون إجابتكم مصدر راحة لي. أنا في صغري كنت مدمنة على العادة السرية، وفي أحد الأيام كان عمري ما بين 13 أو 14 سنة، كنت ألعب أنا وطفل من العائلة عمره ست أو سبع سنوات لعبة العريس والعروس. فكنت أنام بجانبه، وألتصق بجسده، كأني أفعل العادة السرية؛ حتى أحسست بالنشوة، وهو لم يفهم ما كنت أفعله، وما جعلني حزينة جدا الآن هو أنني أحس بالذنب على ما فعلت، وخائفة أن يعاقبني ربي، وأخاف أن تقع مشاكل نفسية لهذا الولد بسببي، في بعض الأحيان أقول إنني كنت صغيرة، وليس لي ذنب، وأحيانا أحس بالذنب.
أتمنى أن تطمئنوني وتريحوني. أنا الآن كبرت، وواعية، ومتفوقة -الحمد لله- في دراستي، ومواظبة على صلاتي، لكن بسبب هذا الأمر أصبحت أحس وكأنني مجرمة وفاشلة.
أتمنى أن تجيبوني. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالعادة السرية محرمة، ولها أضرارها الكثيرة، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 7170، ويبدو أن هذه الفتاة كانت في ذلك الوقت بالغة، ولمعرفة علامات البلوغ يمكن مطالعة الفتوى رقم: 10024.
ثم إن مجرد إحساس هذه الأخت بالتفريط، بالإضافة إلى مواظبتها على الصلاة تدل على علامة خير فيها، وعليها أن تجعل من هذا الندم توبة؛ فالندم واحد من شروط التوبة، ولتراجع هذه الشروط في الفتوى رقم: 5450.

وعليها أن تكون على حذر من أن يدفعها هذا الإحساس بالتفريط إلى شيء من الإحباط واليأس؛ فيترتب على ذلك ما لا تحمد عقباه، فلتدفعه عن نفسها، ولتستقبل حياتها كأن شيئا لم يكن، لا سيما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .

ونرجو أن لا يكون لتصرفاتك تلك آثار نفسية سيئة على هذا الولد، فلا تقلقي، بل أكثري من الدعاء له بخير، وأن يصلح الله حاله، وينشئه تنشئة صالحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات