نصائح للشاب الذي يشعر بميل للرجال

0 58

السؤال

أنا شاب أعاني من شهوة الرجال، وأغض البصر قدر المستطاع، ولم أمارس اللواط، أو مقدماته في حياتي، وعندي سؤالان: الأول: هل يجوز أن أقيم مع شاب في بلاد الغربة؛ لأنه أقل تكلفة؟
والسؤال الثاني: هل يجوز أن أكمل حياتي مع شاب دون أي ممارسات، أو مقدمات جنسية، من أجل الرومانسية، أو النقص العاطفي فقط؟ وهل آثم لمجرد الإعجاب بشاب؟ علما أني قمت بتجربة ما اقترحتموه لتقويم الشهوة دون فائدة، أي أني ما أزال أشتهي الفتيان دون الفتيات.

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن شعور الرجل بالميل للرجال، نوع من البلاء، والله سبحانه يبتلي عباده بالخير والشر، كما قال في كتابه: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء:35}، وقد أحسنت في كون هذا الأمر لم يحملك على الوقوع فيما حرم الله تعالى، وجاهدت نفسك في ذلك، فجزاك الله خيرا، وأجزل لك المثوبة.

ونوصيك بالالتجاء إليه سبحانه، وسؤاله العافية في الدين والدنيا، وانظر الفتوى رقم: 221788، ففيها جملة من الأدعية التي تناسب هذا المقام.

واحرص أيضا على مصاحبة الأخيار، والمحافظة على الأذكار، وغير ذلك مما يعين على اجتناب الشيطان وشره، وسلوك سبيل الاستقامة، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 1208، 10800، 12928.

وبخصوص سكناك مع شاب، واختلاؤك به، وأنت على ما ذكرت، فهو ذريعة إلى الحرام، ومدعاة إلى الفتنة، وقد شدد أهل العلم في الخلوة بالأمرد، فانج بنفسك، وابتعد عن أسباب الفتنة، فسد الذرائع إلى الشر، واجب، كما هو مقرر عند العلماء. 

 وأما إقامتك علاقة على ما وصفت من الرومانسية، ولأجل النقص العاطفي -كما ذكرت-، فهي الفتنة بعينها، فلا تجوز؛ ثم إنه كيف يلجأ إلى هذا من ينشد العافية، والشفاء من هذا الداء، فإنك إذا أقدمت على هذه العلاقة، تكون قد عززته في نفسك، واستمكن منها، بحيث يصعب التخلص منه، فلا ينبغي أن تفكر في إقامة هذه العلاقة، فضلا عن أن تقدم عليها بالفعل. 

ومجرد الإعجاب لا إشكال فيه في الأصل، ولا يكون مذموما، وهذا فيما إذا خلا من العشق المحرم، والذي يغلب أن يكون الباعث عليه نوع من الشذوذ، وهذا الإعجاب المذموم، قد لا يسلم منه من كان في مثل حالك، فتنبه لذلك.

واعلم أنك إذا أقبلت على الله عز وجل بعزيمة صادقة، نجاك مما أنت فيه، فإنه تعالى يصدق من يصدقه، قال تعالى: طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم {محمد:21}، فإن لم تتحقق لك بغيتك في التخلص مما أنت فيه، فالغالب أن يكون ثمة خلل من جهتك، فتدارك الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات